الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليست نهاية العالم.. ما بعد كورونا والوباء


الذي يتابع عملية الغزو، التي يقوم بها وباء كورونا، عدو البشرية لمختلف أرجاء العالم واقتحامه حتى اللحظة أسوار نحو 180 دولة، وتخطي عدد المصابين به نحو نصف مليون نسمة ووفاة 25 ألفا بسببه حول العالم، قد يتهيأ له وفق بعض المتشائمين أنها نهاية العالم، أو أنها الساعات التي تسبق يوم القيامة.


لا أجزم أنا ولا يجزم غيرى بموعد نهاية العالم، فهذا علمه عند ربي، لكني أعلم يقينا وكتبت هذا أن ما نعيشه اليوم هى أجواء مشابهة للحظات العظمى في تاريخ الكون.


ففيروس وبائي، استطاع أن يغلق عواصم الدنيا كلها، ويجبر نصف البشرية على الجلوس في منازلهم هربا من موت يلاحق الجميع.


لكن السؤال الطبيعي الذي ينبغي أن يسأله الأحياء لأنفسهم ونحن لم نمت بعد؟

 هل هى النهاية ودمار العالم؟؟

 اليقين وهو من عند الله، أنه طالما لا أحد يعلم وقت النهاية ولا يوم القيامة، فإنها تقلبات حياتية مثلما هو حال الدنيا يوم في الأعلى ويوم في الأسفل، يوم تقوم فيه امبراطوريات وتنهار أخرى.


 والتاريخ مليء بالأحداث المهولة وكورونا حدث مهول لا شك فيه، لكن الذي ينبغي أن نتعلق به ونؤمن به يقينا أنها ليست نهاية العالم ولا يستطع أحد أن يقول ذلك، انها اختبار هائل للحياة الانسانية ومدى ترابط عناصرها ودولها.


 والذي لاشك فيه أنه بعد القضاء على هذا الوباء، وقد يكون ذلك قريبا اذا توصلت البشرية لعلاج ناجع له مثل باقي الأمراض الخطيرة واستطاعت إيقاف زحفه أن ينتهي خطره على العالم وتنتهي حالة الذعر الهائلة التي تنتاب الجميع.


 وهنا يدور السؤال ماذا سيكون بعد كورونا؟


 المؤكد أنه سيحدث مثلما حدث من قبل وخلال المائة عام الأخيرة ،وبالتحديد بعد الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وأنذاك لم يكن وباءً يطارد البشرية، ولكن كانت قطعانًا من البشرية تطارد بعضها البعض، وتمسح عواصم برمتها من على سطح الأرض، ووفق الوثائق التاريخية الموثقة، فقد وصل العدد الكلي للإصابات والقتلى في صفوف العسكريين والمدنيين في الحرب العالمية الأولى، إلى  أكثر من 37 مليون نسمة، مقسمة إلى 16 مليون حالة وفاة و20 مليون إصابة.


أما الحرب العالمية الثانية، فقُدّر إجمالي عدد ضحاياها بأكثر من 60 مليون قتيل مثلوا في ذلك الوقت أكثر من 2.5% من إجمالي تعداد السكان العالمي، وفقدت القوات المسلحة الألمانية وحدها آنذاك 5.3 مليون فرد، ورغم هذه الأهوال والتي لايمكن تصديقها الآن عادت عجلة الحياة للدوران من جديد.


كورونا سينتهي، وطائلة الوباء سترحل عما قريب، وتعود الحياة، والمؤكد أن من سينجو من هذا الوباء وتكتب له الحياة الجديدة، سيرى ثورة عالمية أكبر ونهضة اقتصادية أعلى، لأن كل الاقتصادات والشركات والمؤسسات، ستكون في حاجة لليقظة من جديد واكتساب ملايين العملاء، وتعويض خسارة كورونا.


فبعد الظلام يأتي الفجر، والله سبحانه وتعالي يقول أليس الصبح بقريب؟


فقط علينا التعلم من وباء كورونا ودروسه الدينية والحياتية الهائلة

لا تيأسوا.. كورونا سيمر كما مر الطاعون ومرت الحروب الصليبية، ومرت الحروب العالمية وتنتصر إرادة الحياة.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط