الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كذبة كورونا


جربت تعادي ذاتك، تدخل نفسك وناسك في حالة هلع جراء كذبة روجتها بمنشور كتبته أو شاركته دون أن تتأكد من مصدره ومدى مصداقيته،.. ففي الوقت الذي ينشغل فيه الكون بحرب ضارية ضد  عدو لا يرى بالعين المجردة لكنه أرعب كافة الشعوب وأوقف الطيران وفرض العزلة على معظم الدول فأصبح إيجاد علاج شافي لهذا الفيروس المستجد المسمى "كورونا" الهدف الأوحد والأهم لكل من يعيش على كوكب الأرض، نجد من يفتعل شائعة بقصد أو سوء نية ليشعل بها مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يعرف "بالسوشيال ميديا" ربما بحثًا عن الشهرة أو لتحقيق إعجاب ومشاهدة وجائز لنوايا أخرى لا يعلمها إلا المولى حتى أن المركز الإعلامي لمجلس  الوزراء في تقريره الدوري رصد 7 شائعات وأعلن 8 حقائق عن كورونا.

والمتتبع لهذه الشائعات يجد أن بعضها يسئ للدولة بما اتخذته من إجراءات احترازية لمواجهة هذا الوباء ولولاها كانت الأمور ألت  لما لا يحمد عقباه وتساءلت،.. لمصلحة من يعادي البعض نفسه؟!.. نعم.. يعادي نفسه بنشر كذبة قد تنعكس سلبًا على صورة وطنه.. وكذبة تلو أخرى يتأثر اقتصاد البلد ويشكو هو وعائلته من ارتفاع الأسعار!.. 

ولأننا في أول شهر أبريل عدت بذاكرتي للوراء وتحديدًا لموضوع قرأته عن واحدة من أشهر أكاذيب هذا اليوم والتي حدثت في رومانيا، حين نشرت أحدى الصحف خبر دون التأكد من صحته عن سقوط سقف أحد محطات السكك الحديدية على المسافرين وقتل وإصابة المئات، الأمر الذي أصاب الناس بفزع وذعر ما دفع المسئولين للمطالبة بمحاكمة رئيس تحرير الصحيفة  بتهمة نشر أخبار مغايرة للحقيقة ،.. ولأن الأخير شديد الذكاء، تدارك الموقف بسرعة البرق  وأصدر ملحق ينفي فيه الخبر ويناشد القراء والمسئولين بالنظر لتاريخ النشر الموافق للأول من ابريل.. وبهذا أنقذ نفسه من التهم المنسوبة إليه!..

ورغم أن كذبة أبريل قديمًا أنقذت رئيس التحرير الروماني من المحاكمة، فأنني أرى أن الحرب التي تقودها جميع الدول في هذا التوقيت الحرج ضد وباء يهدد حياة الملايين لا يحتمل مزيد من الأكاذيب حتى أن موقع جوجل هذا العام ألغى  تخصيص يوم المزحة الشهيرة لصعوبة تضليل العالم في ظل معاناته من كورونا على حد ما أعلنه رئيس تسويق الموقع الشهير.. 
ولم يتوقف إلغاء الاحتفال بيوم الكذب الموعود عند جوجل فحسب بل أن الحكومة التايلاندية حذرت من أطلاق النكات بشأن الفيروس اللعين وتوعدت من يستغل الأول من ابريل في نشر خبر مغلوط عن إصابته به بالسجن خمس سنوات.
وبعيدًا عن هذا الشهر والخطوات التي أتبعتها بعض المواقع والدول لتجنب تبعات كذبته، أعود لأم الدنيا وبكل فخر واحترام أشكر النيابة العامة لقرارها الصائب بتغليظ العقوبات ضد كل من يدير أو يستخدم أحد المواقع أو الحسابات الخاصة على الشبكة المعلوماتية لترويج أخبار أو بيانات غير صحيحة عن فيروس كورونا والتي تصل للحبس مدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد عن ثلاثمائة ألف جنيه.. فهؤلاء القلة المروجة للشائعات تحتاج التعامل بمنتهى الحسم، فحكاويهم المضللة تزيد الأزمة في فترة أحوج ما أكون أنا وأنت ونحن لمعرفة الحقيقة بشفافية تامة وهو المتاح  فعليًا على مواقع الدولة الرسمية ولا شيء سواها.. 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط