الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القرد بيتكلم


النهارده مفيش مقال، هنسمع حوار افتراضي داخل حديقة الحيوان بالجيزة بين القرد "ميمون" والحارس "عم صلاح"
القرد: شم النسيم إمتى يا عم صلاح؟
الحارس: بعد يومين، بتسأل  ليه يا ميمون؟
ق: عاوز اطلب إجازة مرضي في اليوم ده.
ح: ليه بس؟
ق: أنا وكل حيوانات الجنينة بنتبهدل في اليوم ده ياعم صلاح، مش بس الحيوانات ده الطيور والشجر والزرع حتى النجيلة اللي ع الأرض بتشتكي من تصرفات الناس الغريبة التي بتجيبوهم لنا يا عم صلاح، وكل سنة تضحكوا علينا وتقولوا لنا إنكم بتجيبوا الناس دي عشان نتفرج عليهم ويسلونا في الحبس، بس إحنا خلاص مش عاوزين نشوف ناس خالص، إحنا عاوزين نقعد في حالنا، الوِحدة أحسن كتير من الاختلاط بالناس.
ح: إنت مزودها شوية يا ميمون، عملوا لك إيه الناس؟
ق: عملوا كتير، فاكر ياعم صلاح في شم النسيم اللي فات الطفل اللي دخَّل العصايا جوه القفص وكانت هتدخل ف عيني لولا ربنا ستر وأنا جريت ودخلت في آخر القفص.
ح: ده كان طفل صغير عنده عشر سنين، يعني ما يعرفش حاجة وأكيد مكانش يقصد.
ق: يا عم صلاح أنا اللي مجنني إن الطفل كان واقف ساكت قدام القفص وأنا كنت بتفرج عليه زي ما بتفرج على كل الأطفال الحلوة اللي بتيجي، وكنت كمان بعمل له حركات عشان يضحك وبحدف له سوداني عشان ياكل وينبسط، بس أبوه الراجل الكبير (العاقل) هو اللي راح كسر فرع من الشجرة وجابه وقاله (خد إضرب القرد)، ليه الأب يطلب من ابنه الصغير يعذبني، ممكن تفهمني؟
ح: أكيد الأب مكانش عارف إنك هتتضايق ياميمون
ق: إزاي مكانش عارف، أمال ربنا إداله العقل ليه، بدل ما يعلم إبنه الرفق بالحيوان، حتى أنت ياعم صلاح لما جيت تقول للأب عيب وبلاش تعمل كده، إتخانق معاك وزعقلك بصوت عال كأنك بتشتغل عنده، فاكر؟
ح: أيوه فاكر، بس مش كل الناس كده ياميمون.
ق: طب فاكر الأسرة الكبيرة اللي جت قعدت قدام القفص الناحية الثانية على النجيلة وكانوا جايبين بصل أخضر وخس وجرجير وليمون وخضروات حلوة كتير عشان يتغدوا، وفجأة طلعوا علبة مليانة سمك بايظ عشان ياكلوه! فاكر ياعم صلاح؟
ح: أيوه فاكر، بس ده مش سمك بايظ، ده إسمه (فسيخ)، عبارة عن سمك متخزن مدة طويلة في الملح ومقفول عليه بقاله شهور، وتعتبر أكلة شعبية موسمية، يعني الناس بياكلوها في المواسم والأعياد بس.
ق: ياكلوها في المواسم إزاي بس يا عم صلاح، ده (كلب البحر) في البركة اللي جنبنا لما الحارس بيديله سمكة بايظة مش بيرضى ياكلها، ده حتى كلب البحر يومها أُغمى عليه من الريحة الوحشة للفسيخ ده، هما ليه بيعملوا في نفسهم كده، مش خايفين على صحتهم، حاجة غريبة والله.
ح: يا ميمون هما أحرار، ياكلوا اللي عاوزينه مادام مبيضروش حد.
ق: مبيضروش حد إزاي بس، وكمية الزبالة وفضلات الأكل اللي سابوها على النجيلة مكانهم لما مشيوا، مش كل ده تلوث وميكروبات وحاجة تجيب لنا إحنا الأمراض، لو مش خايفين على أولادهم يخافوا على الحيوانات المسكينة اللي زينا من انتشار الأوبئة والأمراض، وكله كوم والريحة الوحشة اللي فضلت في الجنينة أسبوع بعد شم النسيموتقولي مبيضروش حد!
ح: خلاص يا ميمون، شم النسيم بعد يومين ومش هتشوف ناس هنا خالص.
ق: أحسن، بس ليه بقى الناس مش هتيجي السنة دي؟
ح: الحكومة أغلقت كل الجناين ومنعت الناس من الخروج والفُسحة في شم النسيم عشان تمنع انتشار "فيروس كورونا" اللي قولت لك عليه قبل كده.
ق: الحمد لله إن الحكومة خايفة علينا من الناس، عالعموم أنا وكل الحيوانات كنا ناويين نلبس الكمامات والجوانتيات في اليوم ده عشان نحافظ على نفسنا منكم.
على فكرة يا عم صلاح أنا وكل الحيوانات اللي بتقولوا عليهم مبيفهموش قررنا نقعد هنا فالبيت، يا ترى الناس بقى اللي عندهم عقول وبيفكروا هيعملوا إيه؟ ،،،،،، دُمتم بحب وفن.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط