"ياحضرة الأراجوز قولى منين ياروحوا المتولى.. إمدح نبينا وصلى عليه" .. كلمات سلط الضوء بها أوبريت الليلة الكبيرة الشهير لمؤلفه صلاح جاهين وملحنه سيد مكاوى لفن الأراجوز واهميته فى التراث المصرى، وبعد أن تم إدراجه بقائمة اليونسكو للتراث، نستعرض تاريخ فن الأراجوز والعرائس فى مصر بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للتراث الذى يوافق 18 أبريل من كل عام.
يعتبر
الأراجوز أحد الأشكال التي تنتمي لما يعرف باسم (مسرح العرائس) وهو علي وجه الدقة عبارة
عن دمية قفاز ، حيث نجد رأسه مصنوعة من خامة خفيفة وصلبة كالخشب ، مرسوم عليها وجه
ذو تعبيرات حادة ، وتنتهي من أعلى بـ" طرطور أحمر اللون " . أما وسط الدمية
" الأراجوز " وصدره فهما عبارة عن جلباب أحمر طويل ، ويداه قطعتان من الخشب
، و يتم التحكم في تحريك الدمية " الأراجوز "، عن طريق اليد حيث يستطيع
اللاعب أن يحرك رأسه باصبع السبابة . وتختفى يد اللاعب كاملة داخل جلباب الأراجوز الأحمر.
كان
الأراجوز القائد الرئيسي لمسارح العرائس في مصر، فلا يخلو مسرح منه، لقدرته على معالجة
الأمور الحياتية اليومية التي تواجه البسطاء، بشكل فكاهي ساخر، يدفع جماهيره للضحك
على همومهم، إلى جانب أنه كان يمزج الكثير من المعلومات وسط تلك السُخرية، ما جعله
أحد أهم وسائل نقل المعرفة عبر العصور، كما أنه كان وسيلة مهمة لاستفزاز الحس الوطني
والسياسي للشارع المصري، وأحيانا ما كان يأخذ دور الدعاية والإعلان والنشر.
بدأ
الأراجوز في العصر الفرعوني السحيق، وكان يسمى "إرجوس"، وهي تعني حرفيا
"يصنع كلاما معينا"، ومنها اشتقت كلمة "أراجوز"، وهو إسم يعود
إلى العصر العثماني، حيث كان يسمى وقتها "قراقوز" أو "الأرا أوز"،
وتعني الـ"عين السوداء"، سُمي بهذا الإسم ليعكس فكرة النظر إلى الحياة بمنظار
أسود، وإزدهر هذا الفن الساخر في أواخر العصر المملوكي قبل الغزو العثماني لمصر، كان الأراجوز سببًا في ظهور مسرح العرائس الشعبي .