اشتعلت معركة من نوع مختلف بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمعارضة التركية بسبب ما يسمى "مطاعم الحساء" التي أنشأتها المعارضة من أجل مساعدة الفقراء، ووسعت من أعدادها لمساعدة المضارين جراء تفشي وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19".
في 8 أبريل الماضي، أغلقت وزارة الداخلية التركية "مطبخ الحساء" في بلدية مقاطعة موراتباشا في أنطاليا، التي يسيطر عليها حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية.
وفي تبريرها لهذه الخطوة، قالت الوزارة إنه لم يسمح للبلديات إلا بجمع التبرعات العامة، وليس التبرعات الموجهة لأي شيء محدد، كجزء من قوانين مكافحة الفساد التركية.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن حوالي 2000 شخص يستخدمون مطبخ الحساء، وأن العدد تضاعف حيث فقد الكثيرون مصدر رزقهم نتيجة تفشي فيروس كورونا.
وقال كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أن الوباء تسبب في فقد مليوني شخص لوظائفهم في تركيا، وهو ما يرفع الحاجة إلى البرامج الاجتماعية لمساعدة هؤلاء الناس في المحليات.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه نتيجة رفض حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه أردوغان، العمل مع حزب المعارضة، فقد صنع قرارات تصب في مصلحته، وهو ما تسبب في نقص التنسيق أيضا فيما يخص قدرة المحليات على مواجهة وباء كورونا.
وتابعت أن معركة أردوغان مع المعارضة ورؤساء المدن من حزب الشعب الجمهوري مثل إكرام إمام أوغلو عمدة إسطنبول ومنصور يافاش عمدة العاصمة أنقرة، والذين يوفرون المساعدة للمضارين من فيروس كورونا، تضر الأتراك.
وينظر الرئيس التركي منذ فترة طويلة إلى إمام أوغلو كمنافس محتمل لانتخابات عام 2023، في حين استمر يافاش في زيادة شعبيته من خلال استجابته لتفشي المرض.
وأوضحت "فورين بوليسي" أنه لهذا السبب، فإن صنع القرار خلال تفشي فيروس كوفيد 19 تأثر بفكرة ألا يتم ترشيحه مرة أخرى أو يتم الإطاحة به".
وأكدت أن هذا التكتيك جاء بنتائج عكسية، حيث من المرجح أن ترتفع البطالة مع استمرار أزمة الوباء، وقد يؤثر الاستياء العام على صناديق الاقتراع.
واستمرارا لاتجاه تخفيضات الميزانية، يرى رؤساء بلديات حزب الشعب الجمهوري الرئيسية أنه يتم حظر حملات جمع التبرعات الخاصة بها بينما أعلن أردوغان شخصيا عن حملة على الصعيد الوطني ستتعامل معها الحكومة.
وقالت إن الوباء "يمثل تدمير للسياسة التركية" ، وسوف يؤدي إما إلى مزيد من الاستقطاب في البلاد بين المحافظين والعلمانيين، "أو دفع الجمهور التركي ككل لدعم المعارضة".