الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سنن مهجورة في رمضان .. 10 أمور يستحب للصائم فعلها ليفوز بالجنة

سنن المهجورة في رمضان
سنن المهجورة في رمضان - سنن مستحبة

سنن مهجورة في رمضان يستحب للمسلم فعلها.. حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على فعل عدة أمور في رمضان سواء قبل الفطار أو السحور، ولكن البعض منا لا يفعلها، وعلى المسلم الاستنان بالنبي الكريم، وأن نسير على خطاه، لتحصيل الفائدة الكاملة من الصيام، وفوز بالجنة والأجر العظيم.

ومن السنن المهجورة التي يستحب للصائم فعلها، أولًا: السحور: لما ورد عن أنس رضي اللّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَسَحَّروا فإن في السُّحُور بركة». رواه البخاري ومسلم، ولكن بعض الناس يتكاسل عن السحور.

ثانيًا: من السنن المهجورة تأخير السحور: لحديث زيد بن ثابت رضي اللّه عنه قال: «تَسَحَّرْنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قَدْرُ ما بينهما؟ قال خمسين آية». رواه البخاري ومسلم، ولحديث أبي ذر رضي اللّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا تزال أمتي بخير ما أَخَّروا السحور وعجَّلوا الفطر». رواه أحمد، ونجد كثيرًا من الملسمين يتسحرون في أول الليل قبل النوم، والسنة أن يؤخر إلى قبل الفجر بحوالي 20 أو 15 دقيقة.

ثالثًا: من السنن المهجورة تعجيل الفطور: لحديث سهل بن سعد رضي اللّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» متفق عليه، فالبعض ينتظر بعد انتهاء المؤذن ليفطر والسنة أن يفطر بعد أن يقول الله أكبر.

رابعًا: من السنن المهجورة الفطر لى رُطَباتٍ، فإنْ لم يجد فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فإِنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَى المَاءٍ، لحديث أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رُطَبَات فإن لم تكن رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرات، فإن لم تكن تميرات حَسا حَسَوات مِنْ ماءِ"- حَسَا: أي شَرِبَ- رواه أبو داود والحاكم وصححه، والترمذي وحسنه، ولا شك أن وراء هذه السنة النبوية المطهرة إرشاد طبي وفوائد صحية، وحكما نظيمة، فقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأطعمة دون سواها لفوائدها الصحية الجمة، وليس فقط لتوافرها في بيئته الصحراوية.



خامسًا من السنن المهجورة الدعاء عند الفطر، وفي أثناء الصيام. لحديث ابن عمر-رضي الله عنهما- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: «ذهب الظمأ وابتلَّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله». أخرجه أبوداود والحاكم والبيهقي، فهذا الدعاء النبوي قليل ما نجد البعض يردده، وهو من السنن التي حرص عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-.

سادسًا: من السنن المهجورة كتم الغيظ، فعلى الصائم إن سابَّه أحد أو جَهِل عليه أن يقول: «إني صائم إني صائم"، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «... فإذا كان يوم صوم أحَدكم فلا يَرْفُث يومئذ ولا يَصْخَب، فإنْ سَابَّه أَحَدٌ أَوْ قَاتَله فَلْيَقُلْ إنِّي صَائِمٌ .. » رواه البخاري ومسلم، وللأسف نجد البعض يرددون الألفاظ غير اللائقة ولا يقدرون قيمة الشهر المبارك.

سابعًا: ومن السنن المهجورة ويستحب السواك، لحديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: «رأيتُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مالا أُحْصِي يَتَسَوَّكُ وهوَ صائِمٌ». رواه أحمد وأبوداود والترمذي.

ثامنًا من السنن المهجورة والجود ومُدارسة القرآن: وهما مستحبان في كل وقت ولكن في رمضان أكثر، وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن فَلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة".

تاسعًا من السنن المهجورة الاجتهاد في العبادة في العشر الآواخر من رمضان، وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي-صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الآواخر أحْيى الليل وأيْقظ أهله وشَدَّ المِئْزَرَ".

عاشرًا من السنن المهجورة تفطير الصائمين، لحديث زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا يَنْقُصُ من أجر الصائم شيئًا". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وأخرجه ابن ماجه، وأحمد وصححه ابن حِبّان.

شهر رمضان فضّله الله على سائر السَّنَة بنزول القرآن الكريم فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ" [البقرة: 185]، وميز الله تعالى هذا الشهر الكريم بأن أمر بصيام نهاره؛ فقال: "فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" [البقرة: 185].

والصيام من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع؛ فهو يعود الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه، وفي الصوم خضوعٌ وطاعةٌ وحرمانٌ من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، وهو انتصارٌ على النفس والهوى والشيطان، ورمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار، ويكفيه فضلًا أن الله سجّل فضله في القرآن الكريم، ليظل يُتلى على مَرِّ الأيام وكَرِّ الأعوام إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها؛ فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم.

خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها: أولًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».


ثانيًا: إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري ( 1904 ) ، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».


ثالثًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».


رابعًا: إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».


خامسًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا».


سادسًا: إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22) ، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».


سابعًا: إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

ثامنًا: إن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد (6589) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».