قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عودة العالقين فى الخليح


لدينا الملايين من أبناء مصر الأعزاء فى الخارج، هؤلاء بجانب كونهم مصريين لهم كل الحقوق وعليهم كل الالتزامات، هم أيضًا لهم فضل كبير على كل المصريين فى الداخل، فضل نابع من مليارات الدولارات التى قاموا بتحويلها إلى داخل مصر، تحويلات دعمت الاحتياطى النقدى من العملات الصعبة بقوة، وعوضت مليارات أخرى من الدولارات أخرجها من مصر عدد محدود من الاشخاص لاستثمارها خارج مصر، هذه مقدمة لابد منها واعتراف بفضل مصريين محتاجين لبلدهم.

فاليوم عدد كبير منهم يطلبون العودة إلى مصر فى ظل ظروف تفشى جائحة الكورونا فى البلدان التى يعيشون فيها، عافانا الله وعافى جميع المصريين فى الداخل والخارج منها، وفى نفس الوقت من المستحيل على أى دولة فى العالم تجهيز أماكن عزل وإيواء لملايين الناس مرة واحدة، فما الحل بالنسبة لنا ونحن لدينا أربعة عشر مليونًا من المصريين المقيمين بالخارج؟

الحل ببساطة هو ترتيب الأولويات، ولنبدأ بالأشد احتياجًا للعودة، ثم الأقل احتياجًا فالأقل، وهكذا حتى نلبى طلبات الجميع قدر ما نستطيع، ولنبدأ بنقل المصريين العالقين فى بعض دول الخليج ممن انتهت إقاماتهم، وليس لديهم مصدر رزق حاليًا وليس لديهم حماية طبية فى الدول التى يعيشون فيها، هؤلاء يتم إعادتهم إلى مصر فى المرحلة الأولى.

ويتم عمل اختبار كشف سريع للمرض فى مطار الوصول لهم، على أثره يتم عزل المصابين أو المشتبه فيهم فى الأماكن المخصصة لذلك، والباقى يخضعون لعملية عزل إجبارى لمدة أسبوعين فى المدن الجامعية أو بيوت الشباب فى عواصم المحافظات التى ينتمون إليها، على أن يتحملوا تكاليف المأكولات والمشروبات الخاصة بهم طوال مدة إقامتهم فيها، فهى بالتأكيد ستكون أقل من تكاليف الإقامة فى خارج مصر.

أضف لذلك أن العزل فى المحافظات سيكون تيسيرًا كبيرًا على الناس، وقربًا من أهاليهم فى مصر مما سيعطى لهم مزيدًا من الاطمئنان، يساعد على رفع روحهم المعنوية وما يتبعها من زيادة مناعتهم ومقاومتهم لأى عدوى لا قدر الله، ثم بعد ذلك إعادة من انتهت عقودهم ولم يستطيعوا البحث عن فرص عمل بديلة، أو من تشترط الدول التى يعملون فيها مغادرتهم، أو الطلاب المصريين بالخارج.

أما من لديهم فرص عمل مضمونة أو حتى تم منحهم إجازات مدفوعة الأجر، فهؤلاء عليهم تحمل الأوضاع الصعبة على الجميع والانتظار حتى تتحسن الأحوال، فكلها أرض الله وما كتبه الله من خير للإنسان سيراه أينما كان ومتى كان، والأوضاع الصحية متشابهة أو لنقل متقاربة فى معظم الدول العربية، ولذا فمن لديه أسرته معه، وأموره المادية مستقرة فعليه الانتظار فى البلد الذي يعيش فيه حاليًا، فالخليج مناخه حار جدًا بالمقارنة بمصر وفرص انتقال العدوى أقل فى الجو الحار.

هذه ظروف استثنائية نمر بها، والعالم كله يمر بظروف اقتصادية صعبة، لذا فمن يستطع من المصريين العاملين فى الخارج الحفاظ على وظيفته أو عمله فى أى دولة حاليًا فلا يتردد فى البقاء فيها، لأن ذلك بكل تأكيد أفضل له ولأسرته، فإذا كان الفيروس موجودا فى كل الدول، فالبقاء فى المكان الذى للإنسان فيه مصدر رزق أفضل من غيره من الناحية المادية، فكلها أرض الله وكلنا عباد الله، وعافانا الله جميعًا من كل سوء.