الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفكر إسلامي: الصيام يخلصك من نقطة ضعف آدمية يدخل إليك الشيطان منها

الصيام يخلصك من نقطة
الصيام يخلصك من نقطة ضعف آدمية

قال الدكتور محمد محمد داود، المفكر الإسلامي والأستاذ بجامعة قناة السويس، إن الصيام في رمضان من العبادات التي تربي الإنسان وتهذب سلوكه لتجدد حياته وتحولها للأفضل.

وأوضح «داود» في تصريح له، أن الصيام امتناع عن الشهوات، وهى مرتع الشيطان ونقطة ضعف بنى آدم التى يدخل إليهم منها، فلما كفَّ الصائم نفسه عن شهواتـها و جاهدها، انتصـر على الشيطان وأصبح خالصًا لله عزوجل قريبًا من رحمته وغفرانه.

وأضاف أن الصيام تدريب على الصبر وقوة الاحتمال، وفى الحديث: «المؤمن القوى خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، والصوم وسيلة للسيطرة على نوازع النفس وشهواتـها، وقد جعله النبى صلى الله عليه وسلم نصف الصبر، والصبر نصف الإيمان، ولهذا كان جزاء الصيام على هذه الدرجة العالية، فقال الله عزوجل: « إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ » (الزمر/10).

وتابع: وبيَّن لنا النبى الكريم -صلى الله عليه وسلم- مقاصد الصيام وحكمه فى هذا الحديث الجامع، الذي روى البيهقى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وقد حضر رمضان: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يُزَادُ فِي رِزْقِ الْمُؤْمِنِ فِيهِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مثل أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ".

 قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ كُلُّنَا نَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ؟ قَال: "يُعْطِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ، مَنْ خَفَّفَ فِيهِ عَنْ مَمْلُوكِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ، وَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَانِ لا غِنَاءَ بِكُمْ عَنْهُمَا، فَأَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ : فَشَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَتَسْتَغْفِرُونَهُ، وَأَمَّا اللَّتَانِ لا غِنَاءَ بِكُمْ عَنْهُمَا، فَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعُوذُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ» في هذا الحديث الجامع تتجلى مقاصد الصيام وعظمته وعمق آثاره فى بناء شخصية الفرد وفى تكوين المجتمع الإسلامى المتكافل.