الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبدالباسط عبدالصمد سفير القرآن.. مولد السيدة زينب سبب شهرته وملك المغرب عرض عليه الجنسية

صدى البلد

صوت مرهف ينقل سامعيه إلى استشعار قوة وجلال المعنى القرآني ، فبكى معه بقلبه وأبكى الملايين بتلاوته، إنه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد سفير القرآن وصاحب الحنجرة الذهبية وأول نقيب للقارئين.

ففى قرية الفلاحين الكادحين للخبز والكرامة قرية " المراعزة " جنوب الأقصر ولد شيخ القراء "عبد الباسط" فى عام 1927، وكان كل شيء فى هذه القرية يدفعه لحب القرآن الكريم، فجده الشيخ عبد الصمد كان عالما جليلا فى حفظ القرآن وتجويده بالأحكام، ووالده هو الشيخ محمد عبد الصمد، كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظا وتجويدا.

يقول عبد المنعم عبد العظيم، مدير مكتب دراسات الصعيد بالأقصر ، إن الشيخ عبد الباسط عبدالصمد  حفظ القرآن الكريم فى سن ١٠ سنوات على يد الشيخ محمد الأمير، شيخ الكتاب بقرية اصفون المطاعنة بجوار قريته ، وأخذ القراءات على يد الشيخ المتقن محمد سليم حمادة ، ففى عام 1950 ذهب إلى القاهرة لحضور مولد السيدة زينب وزيارة آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبرفقته أحد أقاربه، وفى هذا الاحتفال كان يتواجد أشهر القراء مثل الشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ عبد العظيم الزاهر وغيرهما.

وأضاف أنه أثناء الاحتفال وفي تواجد آلاف المواطنين، طلب قريبه الذى يرافقه من الحضور، أن يستمعوا لقراءة "عبد الباسط"، فوافق له الحضور، وبدأ عبد الصمد في تلاوته من سورة "الأحزاب"، فعم الصمت أرجاء المسجد ولحظات وتحول السكون إلى ضجيج وصيحات رجت المسجد بعبارات "الله أكبر"، "ربنا يفتح عليك"، حيث نجح بصوته العذب الملائكي أن يخطف قلوب ومسامع الحاضرين. 

وأوضح أنه دخل الإذاعة المصرية سنة 1951،  وذلك  بعد ان تقدم تسجيل لتلاوة الشيخ عبد الباسط بالمولد لجنة الإذاعة، فانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع، وتم اعتماده بالإذاعة ، وكانت أولى تلاواته من سورة "فاطر" لينطلق بعدها مع النجوم اللامعة  ، عين قارئًا لمسجد الإمام الشافعى سنة 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفًا للشيخ محمود علي البنا، ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات، إلى جانب المصحفين المرتل والمجود، ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية، جاب بلاد العالم سفيرًا لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984.

واشار "عبد المنعم " الى ان " عبدالباسط " حصل على العديد من الأوسمة، منها وسام من رئيس وزراء سوريا عام 1959، ووسام من رئيس حكومة ماليزيا عام 1965، ووسام الاستحقاق من الرئيس السنغالي عام 1975، والوسام الذهبي من باكستان عام 1980، ووسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق عام 198، ووسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين، ووسام الاستحقاق من الرئيس السابق حسني مبارك أثناء الاحتفال بيوم الدعاة في عام 1987.

واردف مدير مكتب دراسات الصعيد ،  أن "عبد الباسط" كان أول من قرأ القرآن فى الكرملين وشهد وقتها عاصفة من التصفيق بعد تلاوته لمدة ساعة فى أوبرا باريس، وعرض عليه الملك محمد الخامس الجنسية المغربية ليكون قارئا فى الديوان الملكى، وجاب بلاد العالم سفيرًا لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984.

واختتم "عبد المنعم"  حديثه قائلا : " فى عام 1988 تمكن  المرض من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد  حيث كان يعانى من مرض السكر والكسل الكبدي، فلم يستطع أن يقاوم المرض وتوفي فى 30 نوفمبر من نفس العام ودفن فى مسقط رأسه بجنوب الأقصر وشيع جنازته العديد من سفراء دول العالم.