الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وثيقة مشاعر أبدية


ماذا لو استيقظتِ على صرخة عمرك والذي سبق ورهنتِ أجمل سنواته على حب لم يقدرك؟! وكيف تكون مشاعرك بعدما داهمك شريك حياتك بطعنة غدر فجائية وكأن أرضية قلبك لم تكن له أكثر من نزهة تجول بين حناياها واقتطف الأخضر واليابس منها وبمجرد أن سئم الفسحة تركك بدون مقدمات ولا حتى تعب نفسه في سرد مبررات، فلملم أيامه ولياليه ومضى في طريقه بعيدًا عنكِ بنية إجرامية مبيتة لموت عاطفتك إكلينيكيًا والاسم لا زلتِ على قيد الحياة.

أسئلة كثيرة طرحتها وأوجاع أكثر عايشتها وأنا أتابع مشهد للفنان شريف منير وهو يلقي يمين الطلاق على زوجته غالية "ياسمين عبد العزيز" في المسلسل الرمضاني "ونحب تاني ليه"، بينما تقف هي أمامه مذهولة ترجوه أن يتشاجر معها أو حتى يبرر فعلته بخيانتها لتجد سبب ترويه لمن يسألها عن سر طلاقهما!

في الحقيقة إحساسي بالألم لم يكن على عمل درامي فحسب بل على واقع مرير تعانيه نساء وبنات في مراحل مختلفة من أعمارهن جراء الارتباط برجال سبق ووضعن سماتهم فوق الرجولة ووصلن بمشاعرهن معهم فوق العشق بدرجات، حتى أنهن زهدن أي هدف سواهم وبجرة غرام نسين تفاصيل وهوامش كانت قبل ملاقاتهم.

فلو سألت إحداهن كيف كانت حياتك قبل التورط في حب لا يستحقك، صمتت من فرط مفكرتها البيضاء من كل شيء مغاير لأحرف اسم مدون على حائط ذاكرتها! والنتيجة دموع مكبوتة ولو أخفتها بقوة ظاهرية كي لا يلاحظ ناسها وأهلها هشاشة روحها المعلقة برنة هاتف تطمئنها أنها لا تزال على البال والخاطر ومشاعرها لم تضع هباءً! فحتى إذ لم تريد الرجوع لمن جرح قلبها، فالأكيد أنها تتمنى أن يندم على هجرها كما سبق وشككها في أنوثتها ونفسها!

فلا يوجد شعور أقسى على الأنثى من أن يرفضها من سبق وملأ وجدانها بوعود عشقية رسمت دنياها على أساسها، وكم تمنيت وغيري من النساء المتيمات بالغرام لو وجدنا وثيقة تأمين أبدية للمشاعر علها تحمينا من تقلبات الرجال المزاجية وأعاصير طباعهم التعددية التي تقتلع كل إحساس بالأمان فتفقدنا الثقة بالذات، فيا كل رجل ينوي الارتباط العاطفي عليك أن تسأل نفسك أولًا ماذا تريد من تلك التي تطرق بوابة قلبها؟! وهل هي مناسبة حقًا لأحلامك وطموحاتك؟! أي بمعنى أصح هل أنت مستعد أن تعيش معها لآخر يوم في العمر؟! فتبعات فراقكما قد لا تقتصر على تحطيم حياتها فقط بل قد يدفع ثمنها أطفال لم يرتكبوا ذنب سوى اختيار والديهما الخاطئ.

وأنتِ عزيزتي الأنثى قبل أن تفرحي بكلمة حلوة وهمسة حانية، راقبي جيدًا  أفعال وتعاملات قائلها، فلو كان متعدد العلاقات، معروف بالتردد والغضب على أهون الأسباب، فكري قليلًا قبل أن تقدمي له مشاعرك مدفوعة "بشيك على بياض" يصرف منه كيفما يشاء وبمجرد أن يكتفي منكِ يغلق الحساب وكأن شيء ما كان.

وليتذكر كلاكما أن أهم من الاختيار أن يسعد كل منكما بما اختاره كلما أتى عيد زواجكما وتذكرتما اليوم الذي جمع قلبيكما.. وقتها فقط تنعمان بالحب والذي بدونه لا تستقر الحياة ولو امتلكتما أموال ومناصب العالم. 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط