الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التعليم زمان.. حكاية أول مدرسة للبنات في مصر .. عمرها 147 سنة وبدأت بـ 5 تلميذات

طالبات مدرسة السنية
طالبات مدرسة السنية

"هو في أحسن من التعليم بتاع زمان؟".. مقولة شهيرة يرددها الجدود وكبار السن لأحفادهم في جميع البيوت المصرية، فجميع القصص والذكريات تؤكد أن التعليم المصري "القديم" كان من أعظم أنظمة التعليم، الذي ولد من رحمه العظماء والوزراء والعلماء والمشاهير الذين تتشرف بهم مصر الآن.

وفي هذا التقرير .. قرر موقع صدى البلد إلقاء الضوء على حكاية أول مدرسة لتعليم البنات في مصر ، وهي مدرسة السنية الثانوية ، والتي يشكل كل ركن من أركانها تاريخا حافلا بالذكريات التاريخية الحافلة ، لدورها الرائد في تحرير المرأة من ظلمة الجهل وخروجها لنور العلم والتعلم أسوة بالرجال.

حيث تم تأسيس مدرسة السنية الثانوية ، على يد الخديوي إسماعيل سنة 1873 أي منذ 147 عاما ، وكان للأميرة جشمة آمنت هانم الزوجة الثالثة للخديوي دورهام في إقامة المدرسة من مالها الخاص ، بعدها نقلت تبعيتها إلي وزارة الأوقاف ثم إلي وزارة التربية والتعليم في مرحلة متأخرة.

وفي البداية كان يطلق على هذه المدرسة اسم مدرسة ( السيوفية للبنات )  ، وهو اسم مستمد من المنطقة الواقعة فيها ، وكانت تديرها ناظرات أجنبيات ، و بدأت الدراسة بالمرحلة الابتدائية فيها بعدد 5 تلميذات فقط ،  مما اضطر زوجة الخديوي ( جشمة هانم) لأخذ فتيات الجواري البيض من بيتها ومن بيوت الأسر المالكة للتعلم في المدرسة ، حتى زاد الاقبال ووصل العدد إلي 286 تلميذة بين 7-11 سنة خلال 6 شهور.

وكانت البنات الدارسات يحصلن علي التعليم والمأكل والملبس وبدون أي نفقات.

وفي عام 1901 تم إدخال تعليم دبلوم المعلمات ، وتخرجت أول دفعة في عام 1903 وكانت هذه الدفعة عبارة عن طالبتان فقط هما ( ملك حفني ناصف المعروفة بباحثة البادية وفيكتوريا رياض عوض 

وفي عام 1909 كانت المحاولة الأولى في هذه المدرسة ، لتعليم الفتيات بالمرحلة الثانوية ، وتدريس الدين واللغة العربية، واللغة التركية، وجغرافيا مصر - مع تدريس نظام الموازين والمكاييل المصرية بالإضافة إلي تطبيقات في الحياه اليومية، والرسم والأشغال اليدوية والتدريب المنزلي.

وكان من أشهر خريجات هذه المدرسة : هدى شعراوي ، سيزا نبراوي ، وحصلت نبوية موسي بنت محافظة الشرقية وبالتحديد الزقازيق في عام 1886، حصلت علي شهادة البكالوريا عام 1907 من مدرسة السنية ولم تحصل أي فتاة أخري علي هذه الشهادة إلا بعد 21 عاما وعندما التحقت بالمدرسة لم تجد مساندة من عائلتها.. ووقتها كان ينظر لتعليم البنات علي أنه "قلة أدب" ، ولكنها كانت تؤمن انه طريقها لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة.