سعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى مغازلة الاتحاد الأوروبي، من خلال رسالة وجههابمناسبة "يوم أوروبا"، وذلك بهدف محاولةتقوية العلاقات التركية الأوروبية، التي تدهورت بفعل سياسات النظام التركي في ظل قيادة أردوغان.
وقال أردوغان في رسالة إلى الاتحاد الأوروبي نشرها موقع "احوال" التركي، إنه يجب استغلال الفرص في تلك الأيام الصعبة بالشكل الأمثل لإحياء العلاقات بين انقرة والاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضا:
وتحولت نبرة الرئيس التركي من التهديد في السابق بإغراق تلك الدول باللاجئين، إلى نبرة هادئة بها نوع من الاستعطاف، ملمحا إلى ضرورة قبول عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن قبول عضوية بلاده في الاتحاد سيساهم في تعزيز دور التعاون وتجعل منه لاعبا دوليا مهما.
ودائما ما كان حصول تركيا على عضوية الاتحاد الأوروبي محل جدل، حيث دخل النظام التركي في صراع مع قادة التكتل منذ بدء مفاوضات الانضمام في 2005، إلا ان تركيا نفذت معايير ضئيلة من أجل الانضمام للاتحاد.
وعقب مسرحية الانقلاب الفاشل عام 2016 وحملة القمع التي شنها النظام التركي ضد المعارضين، أغلق الاتحاد الأوروبي صفحة المفاوضات مع تركيا بشأن الانضمام، بسبب مخاوف تتعلق بحماية القانون في تلك الدولة والانتهاك المتواصل لحقوق الإنسان.
واعتبر أردوغان أن تركيا يمكنها أن تضرب مثالا للعديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المرشحة بنظام الرعاية الصحية الخاص بها، زاعما أن بلاده ستجعل التكتل الأوروبي أكثر قوة، مشيرا إلى تفديمه مساعدات طبية لكثير من الدول خلال أزمة فيروس كورونا.
بدورها، قالت الخارجية التركية إن التكتل الأوروبي سيكون أقوى لو كانت تركيا عضوا، داعيا الاتحاد إلى عقد تحالفات جديدة وتعزيز التعاون لمواجهة التحديات العالمية.
تغير لهجة النظام التركي تجاه أوروبا
وتعد الرسالة تغيرا جذريا في موقف النظام التركي ورئيسه أردوغان تجاه التكتل الأوروبي، حيث تحولت العلاقة إلى ما يشبه الصراع خلال السنوات الأخيرة، خاصة في ظل تدخل تركيا عسكريا في أكثر من دولة.
ودخل الرئيس التركي في حرب كلامية بتصريحات عدائية ضد أكثر من دولة أوروبية مثل ألمانيا وهولندا، حيث شبه أردوغان سياسييهم بـ"النازيين" وذلك عقب إلغاء مسيرات تابعة لأنصار حزبه في عام 2017.
ومنذ 2018، تدهورت العلاقات التركية الفرنسية، حيث بدأت بانتقاد أردوغان لتوسط نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بين أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية المكونة من الأكراد.
إضافة إلى ذلك، دائما ما يستخدم الرئيس التركي فزاعة اللاجئين لتهديد اللأوروبيين، وبالفعل، فتحت تركيا حدودها مع اليونان العضو في التكتل الأوروبي، لتسمح باللاجئين للهروب إلى هناك، مما أدى إلى تفاقم التوتر بين الدولتين، ووقوع مواجهات مباشرة بين قوات البلدين وبين المهاجرين والشرطة.
وفي وقت سابق، أعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، عن قلقهم الشديد إزاء نشاط تركيا في شرق البحر المتوسط؛ مؤكدين تضامنهم الكامل مع قبرص بعد أن قالت أنقرة إنها ستواصل تدريباتها غير القانونية قبالة الجزيرة.
كما أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة بحرية جديدة " لمراقبة تنفيذ حظر الأسلحة على ليبيا، في ظل مواصلة النظام التركي تسليح الميليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق.