قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن من أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان ليس مفطرًا، وعليه أن يتم صيامه إلى المغرب، مستندًا ما ورد في صحيح البخاري (1933) صحيح مسلم (1155)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ» متفق عليه.
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للحديث الشريف ، أن صيام من أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان يكون صحيحًا بحسب ما ورد في الحديث الشريف، وذلك لأن النسيان طبيعة في النفس البشرية، وهو ضرورة فيها، والأفعال الضرورية غير مضافة في الحكم إلى فاعلها، وبالتالي فهو غير مؤاخذ بها.
واستشهد بما قال تعالى: «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» الآية 24 من سورة الكهف، وقال تعالى: «لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا» الآية 268 من سورة البقرة، وهذه إشارة إلى فضل الله تعالى وإكرامه لعباده حيث لم يؤاخذهم بالنسيان، ولم يعاقبهم به، بل عالج هذا الأمر برفق.
وأضاف أنه إذا ما رأى إنسان إنسانا آخر أراد الشرب في نهار رمضان فلينبّه، ويُذكَّر بالصيام، ولا حرج في ذلك، فهذا من باب التعاون على البر والتقوى، ومن باب النصيحة في الدين.
وتابع: وربما يسأل سائل: لماذا الاقتصار على الطعام والشراب في الحديث؟ والجواب: أن هذا هو ما يقع فيه غلبة الظن بالنسيان، وما سوى الأكل والطعام إلا الجماع، والجماع لا يقع فيه النسيان غالبًا ولا عادة، والرجل إذا نسي تذكره زوجته أو العكس.
وأشار إلى أنه مما يستفاد من الحديث، أولًا أن الإسلام لا يؤاخذ بالخطأ والنسيان، وثانيًا أن شرط المفطرات أن يكون عمدا، وثالثًا فضل الله على العباد، ورابعًا أن من أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه، سواء كان في فرض أو نفل، حيث لم يذكر التفريق بينهما.