الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا يحدث في ليلة القدر؟

ماذا يحدث في ليلة
ماذا يحدث في ليلة القدر؟

ليلة القدر أنزل الله -تعالى- فيها القرآن الكريم، وجعلها من أفضل الليالي، فهي ليلة مباركة، وهي خير من ألف شهر، قال تعالى : «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر»، وهي في أحد أيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، في الأيام الوترية أرجى من غيرها، وأحرى الليالي هي ليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان، وقد تكون في غيرها، لذلك على المسلم أن يقوم العشر الأواخر كلها ويتحراها، حتى يدرك هذه الليلة المبارك، وما يحدث فيها


ماذا يحدث في ليلة القدر؟

يحدث في ليلة القدر، أولًا: تنزُل الملائكة 

 ليلة القدر من الليالي التي تتنزّل فيها الملائكة بالرحمة والخير من عند الله -تعالى-، وهي تتنزّل على عباد الله -تعالى- الذاكرين له، والقائمين لعبادته؛ فيسلّمون عليهم، ويدعون لهم، ممّا يُوجب لهم حصول البركة، وينزل على رأسهم الملك جبريل -عليه السلام-، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)، وفي هذه الليلة المباركة لا تبقى بقعة في الأرض إلّا وفيها ملك نزل بأمرٍ من الله -تعالى- حتى تضيق الأرض بهم، وفي ذلك رُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى)، وهذا يدلّ على كثرة عدد الملائكة في هذه الليلة.


ويعَد تنزُل الملائكة على المؤمنين تشريفًا لهم، ورِفعة لمكانتهم عند الله -سبحانه وتعالى-؛ كما قيل في حكمة تنزلهم، وقيل إنه شرف للملائكة بالنزول إلى الأرض؛ لزيارة العباد الذين أحبهم الله -تعالى-، ونزول الملائكة إلى الأرض مُوجِبٌ لنَشر البركات، وحفظ المؤمنين من كلّ سوء في أنحاء الأرض، وهي تتنزّل أيضًا بكلّ أمر أراده الله -سبحانه وتعالى- في هذه السنة، أمّا الإخبار بنزولهم فقيل هو لترغيب الناس في الإكثار من الطاعات في هذه الليلة، والانشغال بالعبادات؛ لتصيبهم رحمة الله -تعالى- التي تنزل مع الملائكة، كما وقيل أنّ الملائكة تحبّ سماع صوت أنين المُستغفرين التائبين إلى الله -تعالى-.


يحدث في ليلة القدر، ثانيًا: توزيع الأرزاق والآجال

في  ليلة القدر يأمر الله -سبحانه وتعالى- الملائكة بكتابة ونسخ مقادير الخلائق التي ستقع في هذا العام من اللوح المحفوظ، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)؛ فتكتب فيها الأعمار، ويكتب فيها الصحّة والمرض، والأمن والحرب، والغنى والفقر، والأرزاق والأحوال جميعها، وكل ما أراده الله -سبحانه وتعالى- أن يقع في هذه السنة، ولا يُعد هذا علمًا للغيب؛ فالله -سبحانه وتعالى- وحده المنفرد بعلم الغيب كله، قال -تعالى-: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)، لكنّ الله يُطلع من شاء من خلقه على ما يشاء من أمر غيبه؛ ففي ليلة القدر يُظهر الله -تعالى- لملائكته ما أراد من الغيب في هذه السنة، ويُطلعهم عليه؛ ليؤدي كل ملك وظيفته في هذا العام من توزيعٍ للأرزاق، وقبضٍ للأرواح، وغير ذلك من الوظائف التي أمرهم الله -سبحانه وتعالى- بتنفيذها.


يحدث في ليلة القدر، ثالثًا: انتشار السلام والسكينة

 ليلة القدر ليلة السلام؛ ففيها يعُم السلام والأمان والسكينة، وقد وصفت ليلة القدر بالسلام لأنَ هذه الليلة لا يحدث فيها إلا كل أمر فيه خير، وفيه راحة للمؤمنين من أول هذه الليلة؛ أي من مغيب الشمس إلى طلوع فجر اليوم التالي، وفضل هذه الليلة يشمل جميع أجزاء الليل دون اختصاص الثلث الأخير من الليل أو أي جزء منه، لكنَّ الله -سبحانه وتعالى- خَصَّ هذا السلام للمؤمن القائم العابد لله -تعالى- المستغفر لذنبه والتائب عنه؛ فخاصّية السلام هي لكل من أراد قيام هذه الليلة، وهذا السلام بِشارة للمؤمن من الله -عز وجل- من إجل تجديد الهمّة وعدم الفتورعن قيام هذه الليلة المباركة.


يحدث في ليلة القدر، رابعًا: مغفرة الذنوب 

 ليلة القدر تغفر فيها ذنوب كل من قام هذه الليلة بإخلاصٍ لله -تعالى- دون رياء، أو رغبة منه لإشهار سمعته بين الناس، فقد رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، فقد بَشَّر النبي -عليه السلام- من يقوم هذه الليلة وهو مؤمن بالله وموقن بأنَّها إحدى ليالي رمضان، وأنّها إحدى الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان، مخلصًا لله -تعالى- ومحتسبًا أجر عبادته عند الله -سبحانه وتعالى-، وقائمًا له وتائبًا إليه؛ فقعد وعده الله بغفران ذنوب السنين الماضية جميعها، ومغفرة الله -تعالى- واسعة وتشمل صغائر الذنوب في المتّفق عليه عند جمهور العلماء كما نقله النووي، وقال بعض العلماء كالعراقي وابن المنذر أنّها تغفر كبائر الذنوب أيضًا، كما أنَّ من غفران الله -تعالى- لعبده أن يعينه على قضاء وأداء حقوق العباد التي عليه، كما أنّ ازدياد احتساب العبد وإيمانه يوجب عظم الأجر والمغفرة من الله -تعالى-، ووقوع الشك في فضل الله -تعالى- على العبد يحرمه من الخير الكثير.


اقرأ أيضًا: ليلة القدر .. أسباب تسمية الليلة المباركة بهذا الاسم



تنزّل فيها أعظم الكتب وأشرفها، ففيها أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم هداية للناس، واختصاصها بذلك دليل على علو قدرها ومنزلتها قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).


 تميّزت ببركتها وما فيها من الخير والفضل العظيم، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ)، كما أنّ فيها الكثير من الأجر والثواب للمسلم الذي يقومها.


يعتبر العمل الصالح فيها أفضل من ألف شهر فيما سواها، كما أنّ العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر دونها، أي ما يقارب عمل ثمانين عامًا، وكذلك الأجر والثواب فيها مضاعف؛ إذ أنَّ العمل في رمضان مضاعف بالأصل؛ فإنه أيضًا مضاعف في هذه الليلة أضعافًا كثيرة لا يعلمها إلّا الله -تعالى-، قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).


تمتلئ ليلة القدر بالسكينة، والأمن والطمأنينة حتّى طلوع شمسها، وفيها تتنزل الملائكة بالرحمة والسلامة والخير لأهل الطاعة والإيمان، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).


شاهد أيضًا: ليلة القدر .. 18 سؤالا وجوابا .. علاماتها وفضلها ودعاؤها المستجاب



ومنها- أولًا: - نزول الملائكة أفواجًا في ليلة القدر، وتكون أكثر من الحصى على الأرض، فقد قال الله تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ»، ورُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى».


ثانيًا: من علامات ليلة القدر الصحيحة اعتدال الجوّ فيها؛ فلا يُوصف بالحرارة، أو البرودة؛ حيث رُوِي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: «ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ».


ثالثًا: ورد في علامات ليلة القدر الصحيحة طلوع الشمس دون شعاع في صباح اليوم التالي لها؛ فقد ورد عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: «وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ».


رابعًا: ثبت في علامات ليلة القدر النقاء والصفاء؛ فقد رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: «أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ».


خامسًا: ذكر العديد من العلماء أن من علامات ليلة القدر أن يحدث للإنسان سكون في النفس، وسادسًا: يشعر الشخص بإقبال على الله عز وجل في هذه الليلة، وسابعًا أنه لا ينزل في ليلة القدر النيازك والشهب، وثامنًا: أن يُوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل.


علامات ليلة القدر غير ثابتة
يعتقد الناس أن من علامات ليلة القدر سقوط الأشجار، حتى يراها المارة وكأنها مكسورة، بعد تعرضها لرياح عاتية، ثم تعود مرة أخرى إلى موضعها الأصلى، وكأن شيئًا لم يكن.


ويظن البعض أن من علامات ليلة القدر الماء المالح يتحول إلى ماء عذب يستطيع الناس الشرب منه وقضاء حوائجهم، ويزعمون  أن الله تعالى  لـ ليلة القدر أمر الكلاب بعدم النباح، أو أن الكلاب تفعل ذلك من تلقاء نفسها، لأنها مخلوقات تسبح خالقها وتعلم حقائقه الكونية، وينتظر الناس في تلك الليلة انتشار الأنوار في كل مكان، حتى من الممكن أن يصل الأمر إلى اتساع النور ما بين السماء والأرض، حتى في الأماكن المظلمة التي لا توجد بها أي إضاءة، وقد يسمع البعض ترديد السلام في كل مكان، ولكن الصوت لا يسمعه إلا من يؤمن بذلك.


ويرى البعض أن من علامات ليلة القدر أنه في تلك الليلة، وفى الثلث الأخير منها يرون صورة المساجد: الحرام والنبوى والأقصى، كأنها مجسدة في السماء، كصورة حقيقية، كما يعتقدون أن السماء تنشق وتسقط الأمطار مع حدوث برق ورعد، وذكر الإمام الطبري أنه لا أصل لهذه العلامات السابقة وهي غير صحيحة، نقلًا عن الإمام الطبرى.



« اللهم بلغنا ليلة القدر لا فاقدين ولا مفقودين ووفقنا فيها للدعاء المستجاب وفعل الطاعات». 

«اللهم بلغنا ليلة القدر وأرزقنا قيامها على الوجه الذي يرضيك عنا اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عنا يا الله و اعتق رقابنا من النار». 

« اللهم إنّا نستعينك ونستهديك، ونستغفرك ونتوب إليك، ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك».
 
« اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون».


« اللهم أحسن عاقبتنا بالأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض، لك الحمد أنت الحق، وقولك الحق، ودعاؤك حق، نسألك اللهم أن تغفر لنا وترحمنا رحمة من عندك تغنينا بها عن رحمة من سواك، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك».

« اللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت خلقتنا ونحن عبيدك، ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا، نعوذ بك من شر ما صنعنا، نبوء لك بنعمتك علينا، ونبوء بذنوبنا فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت».

« اللهم أكتبنا من عتقائك من النار، اللهم اعتق رقابنا من النار، اللهم اعتق رقابنا من النار، يا عزيز يا غفار، اللهم برحمتك وفضلك أصلح أحوال المسلمين، أصلح أحوال أمة سيد المرسلين، اللهم آمنهم في أوطانهم، أصلح أحوالهم، أرخص أسعارهم، ولّي عليهم خيارهم، اكفهم شر شرارهم، يا ذا الجلال والإكرام اغفر لنا يا إلهنا، وارحمنا فإنّك بنا راحم، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، هب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهاب، اصرف عنا عذاب جهنم، ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غرامًا، إنّها ساءت مستقرًا ومقامًا».

« اللهم إنّا نسألك باسمك الأعظم، وبوجهك الأكرم، نسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت، وإذا دعيت به أجبت، أن تجعلنا والحاضرين والسامعين من أهل الجنان، وأن تعيذنا من الجحيم والنيران، برحمتك يا أرحم الراحمين».

«اللهم لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا، في قديم أو حديث، أو خاصة أو عامة، أو سر أو علانية، لك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد على ما يسرت لنا من إتمام القرآن، والتوفيق للصيام والقيام، لك الحمد كثيرًا كما تنعم كثيرًا، ولك الشكر كثيرًا كما تجزل كثيرًا، لك الحمد على نعمك العظيمة وآلائك الجسيمة، لك الحمد بكل نعمك علينا يا رب العالمين».

«اللهم إنّا عبيدك، بنو عبيدك، بنو امائك، ناصيتنا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وقائدنا وسائقنا إلى رضوانك، وإلى جنات النعيم».