الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنانية ترامب تتحدى كورونا.. ماذا سيحدث في البيت الأبيض إذا أصيب الرئيس الأمريكي بالعدوى؟

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب من أكثر الفئات عرضة للإصابة بفيروس كورونا
2 من المعاونين المقربين من ترامب أُصيبا بالفيروس
محللون يرجحون أن ترامب سيرفض التخلي عن السلطة حال إصابته
ترامب يتجاهل نصائح الأطباء بارتداء كمامات طبية 

لسبب ما، يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاستهتار بخطورة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، ويبدو ذلك واضحًا في تعجله لإعادة فتح الاقتصاد ورفع القيود المفروضة على الحركة، وحتى في سلوكه الشخصي، حيث يرفض ارتداء الكمامات الطبية الواقية في لقاءاته العامة.

لكن اكتشاف إصابة عدد من العاملين بالبيت الأبيض، بينهم الخادم الخاص بترامب وأحد مساعديه المقربين، يكشف إلى أي مدى كان الخطر قريبًا بالفعل من الرئيس الأمريكي.

وبحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية، لا يزال ترامب يصر على تجاهل النصائح الطبية بارتداء الكمامات، بل إنه كثّف مؤخرًا من جولاته ولقاءاته العامة والجماهيرية، كنوع من النشاط الدعائي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل.

ومع ذلك، يخضع ترامب بانتظام لفحوصات فيروس كورونا، وكذلك المخالطين له، وحتى الآن أثبتت الاختبارات أنه لم يلتقط العدوى، وقد اعترف مؤخرًا بأنه يتعاطى عقار هيدروكسي كلوروكين المعالج للملاريا، والذي تعتمده الولايات المتحدة كمضاد لفيروس كورونا، بالرغم من عدم ثبات فعاليته التامة للقضاء على الفيروس، وآثاره الجانبية الخطيرة، وبالأمس فقط أعلن ترامب أنه سيتوقف عن تعاطيه.


وتشير الحالة الصحية للرئيس الأمريكي إلى كونه بين أكثر الفئات عرضة للخطر حال إصابته بفيروس كورونا، فوفقًا للمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، يُعد الأشخاص البالغين من العمر 65 عامًا فأكثر وأولئك الذين تزيد أوزانهم عن الحد الطبيعي الأكثر عرضة للمضاعفات الخطرة لفيروس كورونا حال الإصابة به. وبالنسبة لترامب فإنه سيُتم 74 عامًا من العمر بحلول الشهر المقبل، ويبلغ وزنه أكثر من 110 كيلوجرامات.

ومؤخرًا اكتُشفت إصابة اثنين من أقرب المخالطين لترامب بفيروس كورونا، واضطرا للخضوع للحجر الصحي، أحدهما الخادم الخاص للرئيس الأمريكي، والأخرى هي كاتي ميلر مديرة مكتب نائبه مايك بنس وزوجة ستيفن ميلر المستشار السياسي لترامب، فيما توفي 5 على الأقل من معارف الأخير جراء إصابتهم بفيروس كورونا. 

ولا يزال المسئولون بالبيت الأبيض والمتحدثون باسمه يراوغون الإجابة على السؤال: ماذا لو أصيب الرئيس الأمريكي بفيروس كورونا؟ وحين سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني في هذا الصدد قدمت إجابة فضفاضة مقتضبة: "إننا نحافظ على صحة الرئيس ونائبه، وهما بصحة جيدة حاليًا وسيظلا كذلك".

وعلقت "نيوزويك" بأن فيروس كورونا لا يزال شديد الخطورة وسهل العدوى بغض النظر عن تمتع ترامب بصحة جيدة من عدمه، ولذا يبقى السؤال معلقًا في الهواء دون إجابة شافية: ماذا سيحدث لو أصيب ترامب بفيروس كورونا؟

في عام 1967، وبعد اغتيال الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي بسنوات، أقر الكونجرس التعديل الخامس والعشرين للدستور، الذي ينص على أن يقوم نائب الرئيس مقام الرئيس بموافقة الأخير ولفترة مؤقتة، وفي حالة عجز أو غياب الرئيس بشكل قهري تلزم موافقة معظم وزراء الحكومة أو أحد مجلسي الكونجرس (النواب أو الشيوخ).

وفي الخبرة السياسية الأمريكية، لجأ الرئيس الأسبق رونالد ريجان إلى تفويض نائبه جورج بوش (الأب) صلاحيات الرئيس أثناء إجرائه جراحة في القولون، وفي فترة رئاسة بوش نفسه فوض نائبه ديك تشيني صلاحيات الرئيس مرتين أثناء إجرائه جراحتين في القولون أيضًا.

لكن عددًا من دارسي شخصية ترامب يرون أنه بالنظر إلى خلفيته الثقافية كرجل أعمال قضى الشطر الأعظم من حياته بعيدًا عن السياسة والأطر المؤسسية والقانونية، فقد يلجا ترامب إلى حل آخر سوى المنصوص عليه دستوريًا في حالة إصابته بفيروس كورونا.

وقالت أستاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس شانون بو أوبراين "أعتقد أن الرئيس قد يقضي عطلة طويلة في منتجعه مار إيه لاجو بولاية فلوريدا أو يقرر عزل نفسه صحيًا. لا أعتقد أنه سيرغب بأي شكل في تفويض سلطته لأي شخص آخر".

وأيدت أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميسوري هيذر با هذا الرأي، قائلة "إذا مرض ترامب فالأرجح أنه سيستمر في أداء مهام عمله حتى وإن لم يكن بنفس الكفاءة الطبيعية".

ومن واقع دراسة أوبراين لشخصية وسلوك ترامب، تقول إنها لا تعتقد أن ترامب يمكن أن يتحمس للتنازل عن سلطته لأي شخص، ربما باستثناء ابنته إيفانكا أو زوجها جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب. وأضافت أوبراين "أعتقد أن ترامب لا يثق بأي شخص خارج دائرة الأسرة".

وبعد، فإن السؤال عن الإجراءات المتبعة في حالة غياب رئيس أي دولة عن أداء مهام عمله لأي سبب ربما لا يستلزم سوى النظر في نصوص دستور تلك الدولة، لكن مع حالة استثنائية مثل دونالد ترامب لا يكفي الدستور للتكهن بما يمكن أن يقدم عليه شخص مهووس بالسلطة مثله.