الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء على تكتب: وتبقي فرحة العيد رغم التباعد والقيود

صدى البلد

طالما انتظرنا العيد عاما بعد عام، ليعيد لنا ذكريات الطفولة والبراءة التي افتقدناها، فعقب انتهاء شهر رمضان المعظم، يأتي عيد الفطر المبارك لنتذكر ايام لن تعود، بل تعود ذكرياتها، ونري انفسنا في ابناءنا وهم يرتدون الملابس الجديدة، يمرحون ويلهون ويملأهم الأمل بأن القادم أفضل.

يأتي العيد ويمضي كل عام، ولكن الانسان هو من يتغير ويتبدل، فبأي حال عاد العيد هذا العام، وهل طقوسنا فيه كما عهدناها؟ ففي ظل القيود المفروضة والإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورنا، لازال  البعض منا متمسك بعاداتنا المعهودة التي لن تتغير بتغير الايام والظروف.

 فالأسواق مازالت تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين، لشراء متطلبات العيد من ملابس الى ألعاب وهدايا للأطفال، ناهيك عن الكعك والبسكويت والحلوي التي يتميز بها عيد الفطر المبارك، ولكن مازالت المساجد تغلق ابوابها منعا لتفشي وباء كورونا وانتشاره، بين المصليين ولن تفتح صباح العيد، فلا زيارات عائلية وكثيرا من الاطفال ممنوعون من اللعب وتقبيل يد اجدادهم لأخذ العيدية.

فقد اجازالازهر الشريف، صلاة العيد في المنزل، وذلك بناءا علي ما اتخذته الدول من اجراءات احترازية لمنع انتشار الوباء، واغلاق كافة المتاجر والملاهي والمتنزهات العامة والشواطئ منعا للتجمعات، وإيقاف وسائل المواصلات العامة منعا للتنقل بين البلاد.

طقوس العيد هذا العام، ستكون مختلفة عن الاعوام السابقة، ولن تكون كما اعتدناها من قبل، ففي بعض الدول سيكون حظر التجول علي مدار اليوم، وأخرى يبدأ بها من الخامسة مساءا، وغيرها من السابعة، هكذا يكون العيد مختلف كما كان رمضان مختلفا، في ظل غياب الكثير من الطقوس الدينية والاجتماعية، التي تعبر عن فرحة العيد وترسم التفاؤل والامل والبهجة بين الناس.

ورغما عن تلك الاجراءات والقيود والتباعد، لا تزل تتجلى اسمي  معاني الإنسانية والعطاء، ويُغدق الأغنياء من مالهم للفقراء، فيشيع الفرح في قلوبهم، ويشترون به حاجاتهم التي تنقصهم، وتسمو مشاعر الرحمة والإخاء في النفوس، فللعيد أبعاد كثيرةً، منها أبعادٌ نفسية، وأبعادٌ دينيّة، وأبعادٌ اقتصاديّة أيضًا، فمن أبعاده النفسية الجميلة أنّ الهموم والأحزان يتمّ نسيانها في العيد، كما يتجاوز الناس جميع ما يعكّر صفو حياتهم فيه، وينسونه ولو لفترةٍ قصيرةٍ، أمّا أبعاده الدينيّة، ففي إظهار الفرح في العيد، أجرٌ وثوابٌ عظيمٌ من الله تعالى، أمّا أبعاده الاقتصادية، فتتمثل بما يقدّمه المقتدرون للمحتاجين كعيديّةٍ وزكاةٍ للفرح في نهار العيد.