يقول الحاج محمد مصلح تاجر أسماك مملحة وفسيخ طقوس خاصة يجب القيام بها كل عيد منذ سنين كثيرة والتى تختلف عن طقوس مدن الوجه البحرى والصعيد خصوصاً لطبيعة المدينة البحرية السمك المالح او السمك الناشف بطل هذه الطقوس ومتعارف عليه قديماً.
يضيف مصلح قديما أن يبدأ الصيادون من قبل شهر رمضان بصيد كمية من الأسماك تكفي أسرتهم والأصدقاء حيث يبدأون بتمليحها وتجفيفها على الشواطئ، يذهب ايضا غير العاملين بالصيد إلى السوق لشراء ما يكفيهم، من اشهر الانواع التى يصنع منها السمك المالح "الحريد" و "الرهو" ولا تكتمل تلك الوجبة الشهية بدون العيش الشمسي حيث كان يتم خبزه فى الفرن البلدى أما الآن فقد أصبح يتم خبزه فى الفرن الكهربائى ويتم طهى السمك المالح بطرق مختلفة منها الصيادية او فى الصلصة.
صلاح سليمان الرشندى من مؤرخى البحر الاحمر يقول ان اغلب سكان مدن البحر الأحمر كانوا يمتهنون مهنة الصيد وكان البحارة يقومون بشرح الأسماك وتمليحها وتجفيفها على شواطئ الجزر.
يضيف الرشندى أن للسمك المالح خبزا خاصا وهو العيش الشمسى حيث يعرض العيش للشمس قبل ان يوضع فى الفرن وله سمك معين وشكل خاص والرغيف قد يكفى اكثر من شخص في الأكلة الواحدة.
ويوضح الرشندى قبل ليلة العيد تقوم النساء بتنظيف السمك الناشف ونقعه فى الماء ثم تخليصه من الجلد والشوك ووضعة فى (التخديعة) التى أعدت من قبل وهى البصل والطماطم والصلصة والفلفل الأخضر مع إضافة بعض التوابل مثل الكمون والكسبرة، بعض العائلات تفضل أكلات أخرى مثل (الغمسة) وهو سمك طازج يقلى فى الزيت ثم يوضع فى التخديعة السابق ذكرها، ولا ننسى فى هذا اليوم (الصيادية) وهى من الأكلات المشهورة بها محافظة البحر الأحمر وجنوب سيناء ومدن القناة أيضا.
ويتم اكل السمك المالح صباحا قيعد طبق السمك المالح ومعه والخبز الطازج والسلطات ومخلل الليمون والجرجير وغيرة وتجتمع الأسرة كلها حول (الطبلية) فى صورة جميلة وحلوة ولمة أحلى.