الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإذاعة المصرية.. 86 عاما شاهدة على العصر


هنا القاهرة التي أعلن بها الإذاعي أحمد سالم في 31 مايو 1934 ميلاد الإذاعة المصرية من شارع الشريفين كانت التحول الإعلامي الأهم في تاريخ المنطقة العربية والافريقية الذي شكل وعي المواطن وشارك في إعادة صياغة تاريخ شعوب عربية وافريقية وعليه قامت دعائم صرح الإعلام المصرى والعربي والافريقي .
واكبت الإذاعة المصرية حقبة مهمة في التاريخ المعاصر فكانت ضمير الأمة المصرية والعربية ولايستطيع أحد أن ينكر دورها السياسي والتنويري فكانت بحق أحد حراس الهوية المصرية.
فكان للإذاعة المصرية الدور الأكبر فى الحياة السياسية في خمسينات وستينات  القرن الماضي فكانت عاملا رئيسيا لنجاح ثورة 23 يوليو1952 وتثبيت دعائمها فمن امام الميكرفون أعلن البكباشى أنور السادات بيان الثورة وأهدافها ومبادئها التي قامت من اجلها ومن خلال بث الأغاني الوطنية والبرامج الاذاعية نجحت الثورة في الوصول إلى مختلف طبقات الشعب.
وقد أدركت القيادة السياسية اهمية هذه الوسيلة الاعلامية فتم توظيفها بكفاءة لتصبح أحد أهم  روافد القوة الناعمة لبسط نفوذ الدولة حيث لعبت الإذاعة جانبا الي جانب مع التلفزيون المصري  دور الظهير للأمن القومي المصري  فكانت خير سفيرلها في طرح رؤاها في القضايا الدولية والإقليمية والعربية.
ويكفي ما سجله التاريخ فخرا لإدراك الدور العظيم الإذاعة المصرية عندما تبنت حركات التحرر التي كانت تدعمها القيادة  المصرية في تلك الفترة فأنشئت إذاعة صوت العرب لمخاطبة الدول العربية بالإضافة إلى عدد من الإذاعات الموجهة إلي الدول الأفريقية باللغات المحلية والإنجليزية والفرنسية وتحولت إستديوهات الإذاعات الموجهة في القاهرة إلى ما يشبه غرفة عمليات لقيادات المقاومة ضد قوات الاحتلال الأجنبية ومخاطبة الشعوب  فكان للإذاعة المصرية مفعول السحر في التأثير في وعى شعوب المنطقة و دول العالم الثالث  ضد القوى الاستعمارية. 
ولم يقتصر دور الإذاعات الموجهة علي دعم المقاومة بل امتد للمساهمة في دعم العلاقات الأفريقية والعربية والاسيوية  بما يضمن التقارب الاستراتيجي علي المستوي الشعبي والرسمي 
وعندما خاضت مصر حروبها من 56 ومرورا بحرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر 73 كان الإعلام في مقدمة الطلائع واول صفوف المواجهة فقاد المجتمع بمختلف شرائحه إلى قلب التحدي واصبح الجميع علي قلب رجل واحد لتحقيق النصر للوطن فبعد البيان الأول الذي أذاعته الاذاعة المصرية بصوت الاعلامي حلمي البلك في 6 أكتوبر 1973 والذي مازال مترسخا في الاذهان حتي الان التف المصريون والعرب حول أجهزة الراديو لمتابعة البيانات العسكرية المتتالية في مشهد لن تنساه الذاكرة المصرية .
وشكلت الإذاعة المصرية طوال تاريخها الذي يمتد ل 86 عامًا الوجدان المصري والعربي من جيل إلى جيل وبحفلات أم كلثوم في الخميس الأول من كل شهر كان الوطن العربي من المحيط للخليج  يلتفون حول الراديو فى البيوت والمقاهى وبالدراما الإذاعية ينتظرون المسلسل الإذاعي الذى يذاع فى الساعة الخامسة والربع مساء كل يوم ليستمتعوا بمسلسلات سمارة وريا وسكينة وشنبو فى المصيدة وكانت الصور والأبرويتات الغنائية من روائع الإنتاج الإذاعي مثل السلطانية الدندورمة قطر الندى علي بابا والأربعين حرامى ألف ليلة وليلة عيد ميلاد أبو الفصاد علامة إبداعية أخرى. 
وعبر أثير الإذاعة المصرية أطل رواد التنوير عباس العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم لنشر الوعي والفكر والثقافة ومن أمام ميكرفون الإذاعة استمعنا للقراءات السبع لآيات الذكر الحكيم  بأصوات عظماء التلاوة المصرية محمد رفعت ومصطفى إسماعيل وطه الفشني وعلي محمود وغيرهم من خلال فترات بث وبرامج وحوارات وتسجيلات نادرة  تمثل كنوز للإذاعة المصرية.
حفر عمالقة البث الإذاعي أسماءهم وأصواتهم في أذهان وآذان المستمعين على مر السنين منهم  الآباء المؤسسين لهذا الكيان الإعلامي المهم وصنع كل واحد منهم مدرسة خاصة به تربى عليها أجيال من الإذاعيين والإعلاميين الحاليين منهم أحمد سالم أول مذيع مصرى بالإذاعة والإذاعى الكبير محمد محمود شعبان الشهير بـ بابا شارو رائد برامج الأطفال والاستاذة صفية المهندس أم الإذاعيين وأول صوت نسائى إذاعى ينطلق في العالم العربي فضيلة توفيق أشهر من قدم برامج الأطفال في الإذاعة المصرية امال فهمي وبرنامجها الاشهر علي الناصية جلال معوض أهم الأصوات الإذاعية وأشهرها وقد ارتبط اسمه بثورة 23 يوليو والأحداث السياسة الهامة التى مرت بها البلاد فى تلك الفترة وصفحة  الابداع الإذاعي لا تنتهي.  
الإذاعة المصرية صوت بلدنا التي جمعت المصريين والعرب حولها حافظت على مدار أكثر من ٨ عقود على تألقها  ورغم المنافسة الشرسة من وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي الا انها ما زالت تلعب دورا هاما في بناء الوعي وفي اوقات الأزمات وبين عملي التلفزيوني والصحفي كان هناك فترة انتقالية بالاذاعة كانت من اروع مايكون  وعمل اعلامي له طبيعة بمذاق خاص ساحر وستظل الاذاعة  قوة الإعلام الناعمة والسهل الممتنع كل التحية للصامدين مبدعين  الاذاعة المصرية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط