الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرائض الوضوء.. 6 أمور يجب عليك الالتزام بها

 فرائض الوضوء.. 6
فرائض الوضوء.. 6 أمور يجب عليك الإلتزام بها

فرائض الوضوء، محل بحث الكثيرين على مواقع الإنترنت، لأن الوضوء شرط من شروط صحة الصلاة وكثير من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه - عز وجل- والتي جعل الإسلام لها  مكانة عظيمة، ومما يدل على أهمية الوضوء ومنزلته في الدين الإسلامي مدح الله -تعالى- للمتطهرين في القرآن الكريم، حيث قال: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ»، ومما يدل على فضلها وأنها شرط لصحة الصلاة ما رواه الصحابي أبو هريرة - رضي الله عنه- حيث قال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تُقبَلُ صَلاةُ مَن أَحدَث حتَّى يَتوضَّأَ». 

فرائض الوضوء:

فرائض الوضوء هي الأمور التي لا يتحقق الوضوء إلا بها، بحيث إذا لم يأتي بها الإنسان لا يعتد بوضوئه شرعًا، وهي:

أولًا: عقد النية، وهي قصد العبد ما يريد أن يفعل، طلبًا لرضا الله تعالى، ومحلها القلب، فلا يشترط تلفظ اللسان بها. 

ثانيًا: غسل ظاهر الوجه بكامله مرةً واحدةً، وحدود الوجه طولًا من عند منابت الشعر عند الجبهة إلى أسفل اللحية أي منطقة الذقن، وعرضًا من شحمة الأذن اليمنى إلى شحمة الأذن اليسرى.

ثالثًا: غسل اليدين إلى المرفقين مرة واحدة، والمرفق هو ما يفصل بين العضد والساعد. 

رابعًا: مسح الرأس، والمسح يعني أن يصاب الرأس بالبلل. 

خامسًا: غسل الرجلين مع الكعبين مرة واحدة، والكعبان هما العظمتان الناتئتان عند مفصل القدم وساقه.

سادسًا: الترتيب، وهو أن يأتي بالطهارة عضوًا بعد عضو، فيبدأ بالنية، ثم غسل الوجه إلى أن ينتهي بغسل الرجلين مع الكعبين، دون اختلال الترتيب، لأن الآية الكريمة ذكرت هذه الأفعال بالترتيب، قال - تعالى-: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ». 


شروط الوضوء: 

أولًا: الإسلام، اختلف الفقهاء هل الإسلام شرط في وجوب الوضوء وصحته، أو ليس بشرط؟، فقيل: يجوز الوضوء من غير المسلم، وهو مذهب الحنفية، وقيل: لا يصح الوضوء من غير المسلم، وهذا الشرط لا يختص بالوضوء، بل هو شرط في جميع العبادات، من طهارة وصلاة وزكاة وصوم وحج.

ثانيًا: التكليف: والمكلف: هو البالغ العاقل، فلا يجب ولا يصح وضوءُ مجنون، وأما المميز، فيصح منه الوضوء، ولا يجب عليه، وتعريف المميز: هو الذي يفهم الخطاب ويرد الجواب، ولا ينضبط بسن، بل يختلف باختلاف الناس، وقيل: هو من يصل إلى حالة بحيث يأكل وحده، ويشرب وحده، ولا يتقيد بسبع سنين، وقيل: هو من استكمل سبع سنين.

ثالثًا: ارتفاع دم الحيض والنفاس، فلو توضأت المرأة وهي حائض أو نفساء، لم يرتفع حدثُها، فارتفاعه شرط للوجوب، فلا يجب الوضوء على حائض ونفساء، وشرط للصحة أيضًا، وهذا مذهب الجمهور، وقيل: ارتفاع الحيض والنفاس شرط وجوب فقط، فيصح الوضوء من الحائض والنفساء، ولا يجب عليها، قال ابن نجيم من الحنفية: وأما أئمتنا فقالوا: إنه يستحب لها - يعني الحائض - أن تتوضأ لوقت كل صلاة، وتقعد على مصلاها تسبح، وتهلل وتكبّر.

رابعًا: طهورية الماء: اشترط الجمهور أن يكون الماء طهورًا مطلقًا، فإن كان الماء نجسًا فلا يصح الوضوء منه قولًا واحدًا، وإن كان الماء طاهرًا - كالماء المستعمل في رفع حدث - فإن الحدث لا يرتفع عند جماهير أهل العلم، وقيل: يصح الوضوء بالماء المستعمل، ولا يوجد قسم من الماء اسمه طاهر، فليس هناك إلا ماء طهور ونجس، ولا وجود لقسم ثالث طاهر غير مطهر.

خامسًا: إزالة ما يمنع وصول الماء إلى أعضاء الوضوء، من دهن جامد أو شمع ونحوهما، وهذا محل اتفاق بين المذاهب الأربعة، لأن الله - سبحانه وتعالى - أمر بغسل أعضاء الوضوء: الوجه واليدين والرجلين إذا كانتا مكشوفتين، فإذا كان على العضو المغسول ما يمنع من وصول الماء لم يتحقق امتثال الأمر، فيكون الغسل ناقصًا، وإذا كان ناقصًا لم يتم وضوءه.

سادسًا: دخول الوقت على من به حدث دائم، فذهب الجمهور إلى اشتراط دخول الوقت في صحة طهارة مَن به حدث دائم، كالمستحاضة، ومن به سلس بول ونحوهما، فلو تطهر قبل دخول الوقت لم تصح طهارته.. وقيل: لا يشترط دخول الوقت، بل لا يعتبر خروج دم الاستحاضة وكذا من به سلس بول، لا يعتبر حدثًا ناقضًا للوضوء، وإنما يستحب منه الوضوء ولا يجب، وهذا مذهب المالكية.

سابعًا: من شروط الوضوء ، قيام الحدث وهذا شرط وجوب، فمن لم يكن محدثًا -غير متوضئ- لم يجب عليه الوضوء، فقد روى البخاري، عن أنس بن مالك قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ عند كل صلاة، قلت: كيف كنتم تصنعون؟ قال: يجزئ أحدنا الوضوء ما لم يحدث».


نواقض الوضوء:

نواقض الوضوء هي التي إذا حدثت أو طرأت أدى ذلك إلى فساد وضوء الإنسان، فلا يعتد به، وتجب إعادته، وهذه النواقض هي:

أولًا: الخارج من السبيلين: فكل ما يخرج من السبيلين، سواء كان بولًا، أو غائطًا، أو ريحًا، لكن خروج الريح أو الهواء من قبل المرأة لا ينقض وضوئها.


ثانيًا: زوال العقل وذهابه: والزوال يكون على قسمين: الأول: وهو الزوال الكامل، ويكون ذلك عند جنون الإنسان، وذهاب عقله تمامًا، أما الثاني: فيكون بزوال العقل على جزء منه، ويعود ذلك لأسبابٍ كالنوم، أو في حالة الإغماء، أو عند السكر.

ثالثًا: مس الذكر: ودليل ذلك ما ورد في الحديث: «من مسَّ ذكرهُ فليتوضّأ، قال: وكان عروةُ يقول إذا مسَّ رفغيهِ أو أنثييهِ أو ذكرهُ فليتوضأ». 


آداب الوضوء:

من آداب الوضوء كما ذكر الإمام النووي أن لا يتحدث المسلم في أثناء وضوءه لغير حاجة، ولم ينقل عن العلماء قولهم بكراهة الحديث إذ الأصل في الأشياء الإباحة.


فضائل الوضوء:

أولًا: الوضوء يجعل المسلم من الغر المحجلين يوم القيامة، ففي الحديث الشريف: (إن أمتي يأتون يومَ القيامةِ غرًا محجلين من أثرِ الوضوءِ فمن استطاع أن يطيلَ غرتَه فليفعلْ)، ومعنى الغر هو البياض الذي يكون في جبهة الفرس، والتحجيل هو البياض الذي يكون على قوائم الفرس، ومعنى أن يكون المسلمون يوم القيامة غرا محجلين أي يسطع النور من وجوههم وأيديهم وأرجلهم من آثار الوضوء في الدنيا، وهذا مما اختص الله به هذه الأمة دون غيرها من الأمم. 

ثانيًا: بالوضوء ينال المسلم محبة الله تعالى، قال- تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).

ثالثًا: الوضوء يرفع درجات المسلم، ويكفر سيئاته، وفي الحديث: (أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ).

رابعًا: الوضوء سبب من أسباب دخول الجنة، فمن توضأ فأحسن وضوءه، ثمّ نطق بالشهادتين، فتحت له أبواب الجنة الثمانية ليدخل من أي باب منها.

خامسًا: بالوضوء تنحل عقدة من عقد الشيطان التي يربطها على قافية المسلم حينما ينام. 

سادسًا: يحقق للمسلم الطهارة الحسية والمعنوية، فالطهارة الحسية هي ما يتعلق بالقاذورات والنجاسات، وأما الطهارة المعنوية فهي ما يتعلق بالمعاصي والذنوب.

سابعًا: سبب من أسباب الموت على الفطرة.

ثامنًا: من علامات إيمان العبد، ففي الحديث: « استَقيموا ولَن تُحصوا واعلَموا أنَّ خيرَ أعمالِكُمُ الصَّلاةَ ولا يحافظُ علَى الوضوءِ إلَّا مؤمنٌ».