الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بسبب أزمتيّ كورونا وجورج فلويد.. هل تخطو الولايات المتحدة نحو حرب أهلية؟

الحرس الوطني الأمريكي
الحرس الوطني الأمريكي

يلقي الكثيرون باللوم على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ما تشهده الولايات المتحدة من انقسام مجتمعي يكاد يصل إلى حافة الحرب الأهلية، وفي التعامل العنيف للشرطة مع المتظاهرين ضد مقتل المواطن الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض، والفشل في إدارة أزمة كورونا، لكن الغضب المتصاعد في البلاد له جذور أعمق من ذلك.

وبحسب إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية، بلغت حصيلة الاحتجاجات الأمريكية في 6 أيام 5 قتلى و4400 موقوف، كما انتشر الحرس الوطني في بعض المدن وفرض حظر تجوال في مدن أخرى لليلة أو ليلتين فقط، وتم استدعاء الحرس الوطني في واشنطن العاصمة بالكامل للمساعدة في السيطرة على الاحتجاجات.

وفيما يبدو من الأحداث فإن هذه ليست "انتفاضة سود" وحسب، وإنما هي اعتراض من قطاعات واسعة من الأمريكيين على الكثير من الأمور لعل أهمها الفشل الذريع للإدارة الحالية في التعامل مع جائحة كورونا، إلى جانب نسب بطالة مرتفعة مع احتجاج بلغ اوجه من تعامل الشرطة الأمريكية العنيف، وحالات القتل التي تنتهي بفصل الضابط القاتل أو تغريمه وصولًا إلى الأحكام القضائية المخففة.


وبعد أن كانت الولايات المتحدة هي بوتقة انصهار الثقافات والمعارف المختلفة للمهاجرين، تضاءلت اللحمة الاجتماعية وتعاظم الانقسام المجتمعي وأصبح العدو داخليًا مع تصاعد الخطاب العنصري والذي يُتهم ترامب بشكل أساسي أنه المتسبب فيه، إلى جانب عوامل متعددة ساهمت في تراجع تأثير الطبقة الوسطى المتعلمة التي كان يعول عليها أي مرشح للرئاسة في مقابل تنامي التطرف اليميني.

وتخلل الاحتجاجات المتصاعدة جانب من العنف والسرقة والاعتداءات، اتهم ترامب حركة أنتيفا ANTIFA اليسارية بالضلوع في القيام بها وتحريض الناس على ارتكاب مثل هذه الجرائم موجها الاتهامات إليها وإلى "اليسار الراديكالي" بــ" إثارة الفتن والوقوف خلف حركة الاحتجاجات"، ومهددًا بتصنيف الحركة المناهضة للفاشية كــ"منظمة إرهابية محلية"

وفي الوقت الذي تعارض فيه أدبيات الحركة عمليات القتل، إلا أن أعضاءها قد ينتهجون مستويات مختلفة من العنف في حالة السماح للجماعات العنصرية والفاشية بتنظيم نفسها وحمل السلاح. وعادة ما يظهر أعضاء الحركة بملابس سوداء، خلال الاحتجاجات ويدعون الناس إلى النزول للشوارع وتنظيم احتجاجات ضد "اليمين المتطرف والحركات العنصرية".

ويخشى مراقبون من أن تهديد ترامب بإعلان انتيفا "جماعة إرهابية" قد يمهد الطريق لإطلاق حملة اعتقالات ضخمة تضم كل من يكرهه ترامب أويخشاه.

وفي ضوء كل ما سبق، تبدو احتمالات فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل غير كبيرة، فهناك أزمات اقتصادية وبطالة وفشل في إدارة أزمة كورونا أودى بحياة الآلاف، على أن الأخطر من كل ذلك هو مجتمع يشهد انقسامًا كبيرا ويبدو وكأنه على شفا حرب أهلية.

على الجانب الآخر، لا تبدو خسارة ترامب أيضا بالأمر المبشر بالخير، فهناك أصوات متصاعدة في الداخل الأمريكي تحذر من رفض ترامب للاعتراف بهزيمته في الانتخابات، والإدعاء بأنه تم تزويرها، حيث استبق ترامب الأحداث وحذر من لجوء بعض حكام الولايات الديمقراطيين إلى اعتماد أسلوب التصويت عبر البريد الذي قرره بعضهم للحد من انتشار فيروس كورونا.