EN 
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من تخلى فتحلى جعل الله في قلبه تجلي، بمعني: خلى قلبك من كل قبيح، وحليه بكل صحيح؛ ومن ثم يتجلي قلبك بالأنوار، وكشف الحجب، ورفع الأستار، ومعرفة الأسرار بصفاء في النفس تدرك به المعلومات.
وأوضح « جمعة» في إجابته عن سؤال: « ما معني التجلي في قوله تعالى" فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا"» عبر فيديو على صفحته الرسمية بـ «الفيسبوك»، أن الجبل له كينونة وعنده ادارك، قال - تعالى-: « وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا»، ( الإسراء: الآية 44»، وقوله - سبحانه-: « إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا»، ( سورة الأحزاب: الآية 72).
واستشهد عضو هيئة كبار العلماء بقوله - عز وجل-: «فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ»، ( سورة الدخان: الآية 29)، مشيرًا إلى أنه لما توفى الشيخ أبو زهرة- رحمه الله - صلى عليه الشيخ صالح الجفري في الجامع الأزهر، وقال: " إن العالم الأزهري إذا مات بكت عليه السماء والأرض"؛ فلعله شعر بشيء من ذلك.
ونبه المفتي السابق أن السماء والأرض والجبال تسبح و تذكر وتسجد لله، ومن ثم يكون الجبل قد عرف أن شيء من العظمة تجلي عليه؛ فانحل حاله وتغير وسقط مغشيًا عليه، لأنه شعر بشيء مخالف لسنن الكون قد حدث فنهار على أثرها.
وتابع الدكتور على جمعة أن الجبل لو انزلنا عليه القرآن سيتحلل ويتفكك، مستدلًا بقوله - تعالى-: « لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»، ( الحشر: الآية 21).
واختتم عضو هيئة كبار العلماء: إذا الجبل لو نزل عليه القرآن سيتحلل، لأن الكون من حولنا يسير في مسار ذكر الله وخشيته والسجود إليه وعبادته وطاعته، أما الإنسان يركز على الأمور السطحية فقط.
