الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من هجر الدنيا وأهملها.. لماذا حذره خطيب المسجد الحرام؟

من هجر الدنيا وأهملها
من هجر الدنيا وأهملها مطلقا.. لماذا حذره خطيب المسجد الحرام

قال الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم،  إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه من تأمل حقيقة الدنيا وجدها مطعوم ومشروب وملبوس ومركوب ومشموم، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى قد جعلها ذلولًا للناس ليمشوا في مناكبها ويأكلوا من رزقه.

اقرأ أيضًا:

وأوضح «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، أن أشرف المطعومات العسل وهو مجاج نحلة صغيرة، وأشرف المشروبات الماء ويستوي فيه البر والفاجر، وأشرف الملبوسات الحرير وهو نسج دودة حقيرة، وأشرف المركوبات الفرس وعليه يقتل صناديد الرجال، وأشرف المشمومات المسك وهو دم‏ في سر غزال.

وأكد أن الإسلام دين الوسط بين الغلو والجفاء، والإفراط والتفريط، وأن نظرة الإسلام إلى الدنيا كذلكم، فإنه لم يذمها ولم يدع إلى هجرانها إلا إذا كانت فيما يبعد عن الله والدار الآخرة، فإن ذلك خروج من دائرة الوسط، فإهمالها مطلقا ضيق عطن في النظرة إليها، والانغماس فيا مطلقا اغترار بها عن مغبتها، والتنافس فيها محفوف بمخاطر لا يتفطن لها كثير من المتنافسين فيها.

وأضاف:  وإنما ذم التنافس فيها لأنه يورث الأشر ،وبطر الحق وغمط الناس، إنه التنافس الملهي لا المعين، المنسي لا المذكر، المقدم لا المؤخر، فكم شغل التنافس عن واجبات، وألهى عن مساعي الآخرة الباقيات، وكم فرق من مجتمع وأنشأ من خصومات، وكم طمس معايير الإيثار والتآلف، وكم قضى على صحة وشرف وعدل وعاطفة، غير أن المؤمن القوي فيها خير من المؤمن الضعيف، ومن استعملها فيما يرضي خالقه جمع بين خيرين، ثم إن ذم التنافس فيها لا يعني حرمان المرء نفسه مما أفاء الله عليه من نعيمها.

وتابع: فالدنيا دار صدقٍ لمن صدقها، ودار نجاةٍ لمن فهم عنها، ودار غنىً لمن تزود منها، مهبط وحي الله، ومصلى ملائكته، ومساجد أنبيائه، ومتاجر أوليائه، ربحوا فيها الرحمة، واكتسبوا فيها الجنة، لذا لا ينبغي الإسراف فيها، ولا أن يجعلوها أكبر همهم، ولا مبلغ علمهم بالتنافس فيها والاقتتال عليها، والتياثهم بما خشيه عليهم نبي الرحمة والهدى.