الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دار ممر .. خطيب المسجد الحرام: الدنيا ليست جديرة بأن تنشغل بها لـ 20 سببا

الدنيا ليست جديرة
الدنيا ليست جديرة بأن تنشغل بها.. خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم،  إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الدنيا بما لها من صفات وأحداث ليست جديرة بأن يشغل العبد نفسه بها.

اقرأ أيضًا:

وأوضح «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الدنيا دار الممر لا دار المقر، والناس فيها صنفان : من باع نفسه فأوبقها، ومن ابتاع نفسه فأعتقها، وأن أولها عناء، وآخرها فناء، حلالها حساب وحرامها عذاب، من استغنى فيها فتن ومن افتقر حزن.


وأضاف أن ذوي الألباب إذا امتحنوا الدنيا تكشفت لهم حقيقتها بعد إغراء، وأن اللهث وراها مغبته عناء، وكم من مغرم بطلابها زورت له خصومًا في ثياب أصدقاء، هذه هي حقيقة الحياة ، تقلب وتغير وزوال ونوائب، لا دوام فيها ولا بقاء، فما جعل الله الخلد فيها لبشر قط.

اقرأ أيضًا:

وأكد أن دنيا هذه صفتها ليست جديرة بأن يشغل العبد نفسه بها عما هي أدوم منها وأبقى، ولا أن يطلق لعينيه العنان يمدهما إلى ما متع الله به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ليفتنهم فيه، ولا تستحق أن يوالي عليها أو يعادي، ولا أن يخاصم ويناكف، ولا أن يتحسر عليها حتى يكون حرضا أو يكون من الهالكين .

وأشار إلى أن الدنيا مسرح الحياة، جعلها الله ذلولًا للناس ليمشوا في مناكبها ويأكلوا من رزقه ولا يسرفوا فيها، ولا يجعلوها أكبر همهم، ولا مبلغ علمهم بالتنافس فيها والاقتتال عليها.

واستشهد بما روي أنه لما قَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ إلى المدينة بِمَال الجزية سَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِهِ ، فَوَافَتْهُ صَلاَةَ الصُّبْحِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا لَهُ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ رَآهُمْ ، وَقَالَ : أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِشَيْءٍ قَالُوا : أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ ، فَوَاللَّهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، وَتُلْهِيَكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ".