الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واقتربت ساعة التحليق..طائرات مصر تستعد لمعانقة السماء مجددا

طائرات مصر للطيران
طائرات مصر للطيران

بعد قرابة تسعين يوما من السكون الذي خيم على أجواء المطارات المصرية بصفة عامة ومطار القاهرة بصفة خاصة،عادت الحياة مجددا تدب في أرجاء الصالات ومنازل الطائرات وداخل هناجر الصيانة، لتمحي بضجيجها أثر الغبار المتراكم فوق أسطح الطائرات وأجزائها المُخزنة منذ بداية أسابيع أزمة الجائحة الوبائية.

بمرورك على أجواء المطار أثناء الأزمة التي نشهدها الآن، لن تستطيع أن تُفرق حال صالات الركاب عن حال هناجر الطائرات، صفير هدوء الأماكن يشعرك بأن سكانه قد هجروه منذ زمن وخرجوا في رحلة سفر طويلة لم يكن لرجعوهم ميعاد معلوم، حتى خرجت الحكومة لتنهي بتصريحاتها سكون تلك الرحلة وتستبدلها بجلبة تجهيزات العودة.

أول من لمس رائحة حماس العودة، هي تلك الطائرات النائمة داخل أجزاؤها المقيدة منذ أسابيع على سفح الممر، فأخذ المهندسون والعاملون على المهبط يوقظون بحركة معداتهم الثقيلة صوت المحركات الخامدة داخل هناجر الصيانة، معلنين أن ساعة التحليق قد حانت مجددا.. هذا ما يشهده المطار الآن.

فأسطول الطائرات المصرية التابع للشركة الوطنية مصر للطيران، بدأ بالفعل قبل يومين يتحرك نحو هناجر الصيانة، لفك وثاق قيود طائراته استعداد للتشغيل مجددا بعد نحو ثلاثة أشهر من الوقف والتخزين لعدد لا بأس به من الأسطول الجوي لجأت إليه الشركة للحفاظ على أجزاء طائراتها وحمايته للعودة من جديد.

بحسب مصادر مطلعه بوزارة الطيران المدني، فإن الشركة الوطنية مصر للطيران كانت قد لجأت إلى تخزين ما يقرب من نصف أسطولها الجوي الذي يتجاوز الـ 70 طائرة، أسوة بمعظم شركات العالم لحماية الطائرات خلال فترة الوقف، التي لم يكن معلوم موعد انتهاء مدتها.

المصادر المطلعة قالت في تصريحات لـ "صدى البلد"، إن شركات الطيران حول العالم بينهم مصر للطيران لجأت إلى تخزين الطائرات خلال فترة الجائحة الوبائية للحفاظ على العمر الافتراضي لأجزاء الطائرات وتقليل المدفوعات الخاصة بها، في ظل الظرف الاستثنائي الذي تشهده صناعة النقل الجوي.

وأوضحت المصادر، إن أسلوب تخزين الطائرات ذات الطرازات الكبيرة يختلف عن نظيرتها من الطرازات الصغيرة، ولكن شركات الطيران تلتزم في هذه الحالة بارشادات الشركة المصنعة لكل طراز طائرة، حيث يكون لكل منها كتاب أو دليل خاص، يحوي كافة الارشادات المتبعة في التخزين وأيضا في إعادة التشغيل.

وأشارت المصادر، إلى أن الطائرات المصرية بدأت تدخل الهناجر في مطار القاهرة الدولي قبل يومين، لإخضاعها إلى الصيانة الدورية استعدادا لإعادة تشغيلها مجددا مطلع يوليو المقبل، بعد تأشير الحكومة المصرية باستئناف الرحلات الجوية من وإلى المطارات المصرية مجددا، أول يوليو القادم، بعد فترة الوقف.

وقالت المصادر، إنه في أوقات التشغل العادية تدخل الطائرة صيانة دورية بعد عدد ساعات طيران معينه، فطراز الـ بوينج يختلف عن ايرباص، ولكن المدة التقريبية لكل منهما حوالي 1500 ساعة طيران، وهي تختلف عن الصيانة اليومية التي تجري على الطائرة قبل الرحلات الجوية.

وتابعت المصادر، أن كل طائرة تحتاج إلى نحو 5 مهندسين لإجراء الصيانة الدورية عليها من فحص الفلاتر والعجل والفرامل وكافة أجزاء الطائرة قبل تشغيلها، موضحه أن جميع الطائرات المخزنة سوف تدخل الهناجر لإجراء هذه الصيانة كظرف استثنائي نتيجة توقفها وتخزينها وهذا ما أوصت به الشركات المصنعة شركات الطيران بضرورة إجراء هذه الصيانات الدورية في مرحلة العودة مجددا دون النظر إلى عدد ساعات الطيران مثلما يحدث في الأمور العادية.

وأكدت المصادر المطلعه، أن كل شركة طيران يكون متوفر لديها قطع غيار لطائرات الأسطول الخاص بها، وأيضا مصر للطيران متوفر لديها كافة قطع الغيار التي قد تحتاج الطائرة إلى تغييرها داخل هنجر الصيانة، موضحا أن في حال عدم توافر أي قطع غيار تلجأ الشركة إلى استيراده من الشركة المصنعة للطائرة لإتمام عمليات الصيانة بكفاءة عالية. وتستغرق أعمال الصيانة الدورية، لكل طائرة نحو قرابة 48 ساعة من العمل داخل هناجر الصيانة.

ولجأت شركات الطيران حول العالم، تحديدا منذ شهر مارس الماضي إلى تخزين أسطول طائراتها على الممرات والمدارج وداخل ورش الصيانة، وذلك منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد الذي ضرب بلدان العالم، بسبب وقف حركة السفر للرحلات الجوية وإغلاق المطارات إلى أجل غير مسمى، وذلك للحفاظ على أجزاء الطائرات وحمايتها من أجل العودة مجددا حينما تعود الأمور لطبيعتها.

وجرت عمليات تخزين الطائرات التي نفذتها شركات الطيران وفقا لتوصيات شركات الصنيع، من خلال غلق نوافذ الطائرات بشريط لاصق وتغيطة المقاعد، وأيضا تغطية أجهزة تروس الهبوط والمحركات لمنع تعشيش الطيور فيها وتآكلها، فضلا عن تدوير العجلات لمنع الاحتكاك بسبب وزن الطائرة، وأيضا تم اخلاء الممرات لافساح المجال لجميع الطائرات المتوقفة.

واضطرت الشركة الوطنية مصر للطيران، أيضا إلى تخزين معظم أسطول طائراتها بعد توقف حركة السفر بالمطارات المصرية، بعدما كانت تسير في اليوم الواحد، أكثر من مائة رحلة جوية ما بين رحلات دولية وداخلية وبضائع، وأصبح الأمر مقتصرا على الرحلات الداخلية الذي انخفض تشغيلها أيضا مع مخاوف انتشار الفيروس المستجد، وتبعه رحلات العالقين التي لم تتجاوز الـ 10 رحلات يوميا على الأكثر.

ومؤخرا، فتحت الشركة الوطنية مصر للطيران، حجوزات السفر علي وجهاتها الدولية إلي مناطق أوروبا بالكامل الولايات المتحدة والشرق الأوسط ودول الخليج، ودولة السودان في أفريقيا وأيضا الصين، بعد إعلان الحكومة المصرية فتح المطارات المصرية اعتبارا من مطلع يوليو القادم.