الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تميم الراعي الرسمي للإرهاب.. أردوغان يلجأ لأموال قطر بعد تصريحات الرئيس السيسي بشأن ليبيا

رجب طيب أردوغان وتميم
رجب طيب أردوغان وتميم بن حمد

كان خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي ورسالته التحذيرية الصريحة للقوى الخارجية التي تسعى للعبث بأمن ليبيا، ضربة قاسمة للأطماع التركية، ما دفع الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى الهرولة والاتصال بحليفه أمير قطر تميم بن حمد، لطلب النجدة والدعم سريعا.

وكشفت صحيفة "أراب ويكلي" البريطانية، في تقرير لها، عن تفاصيل الاتصال الذي أجراه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتميم بن حمد بعد ساعات من التصريحات القوية للرئيس السيسي.

وقالت وكالة الأنباء القطرية، إن أردوغان أجرى اتصالا بأمير قطر، إذ ناقشا الطرفان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

إلا أن مصادر قالت لـ "أراب ويكلي" إن أردوغان اتصل بالفعل بـ تميم ليطلب منه مضاعفة التمويل القطري والدعم المالي للتدخل العسكري في ليبيا بجانب ميليشيات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.

وذكر دبلوماسي تركي سابق - رفض الكشف عن هويته- أن المكالمة الهاتفية ركزت على الدعم المالي القطري لتركيا، مؤكدا أن حكومة أردوغان "لا تتعب في المطالبة بالمزيد من أموال الدوحة للحفاظ على زخم العمليات العسكرية التركية في سوريا وليبيا".

ووفقًا لخبراء على دراية بالسياسة التركية، فإن أردوغان، كان يستخدم الصراع الليبي، والصراع السوري سابقًا، للضغط على قطر لتزويده بمبالغ ضخمة من المال، وعندما وجه الرئيس السيسي رسالته القوية بشأن الأوضاع في ليبيا، استغل أردوغان الأمر لطلب المزيد من الأموال القطرية في الصراعات التي تخوضها في المنطقة.

وأضاف الدبلوماسي التركي "لقد لعبت أموال الغاز القطري دورًا رئيسيًا في تمويل تلك الصراعات والحروب، خاصة أن تركيا لا تستطيع تحمل أعبائها في ضوء الأزمات الاقتصادية والمالية المتتالية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية".

وتعد أحدث هذه الأزمات تفشي فيروس كورونا، وتأثيره ضرب القطاع السياحي في تركيا، كونه مصدرًا مهمًا لإيرادات الخزانة التركية، كما سجلت الليرة التركية في الأيام الأخيرة انخفاضًا جديدًا بأكثر من 1٪ مقابل الدولار الأمريكي، لتصل إلى أدنى مستوى لها في حوالي شهر واحد.

ولفتت الصحيفة ، إلى أن لتحقيق تركيا أهدافها الخارجية، فهي تحتاج إلى مساعدة مباشرة من حليفتها قطر، التي تضخ بانتظام الأموال في الاقتصاد على شكل ودائع واستثمارات، والتي وصلت إلى حوالي 15 مليار دولار بحلول عام 2018، وفقًا لبيانات الحكومة القطرية.

ومع ذلك، تدعي التقارير الإعلامية أن الرقم الذي قدمته الدوحة لا يشمل جميع الأموال القطرية المقدمة لأنقرة، مثل ملايين إضافية من التبرعات المباشرة من القادة القطريين ورجال الأعمال.

وأوضح الدبلوماسي التركي أن مناقشة "العلاقات الاستراتيجية" بين أنقرة والدوحة، هي مصطلح فضفاض تم تداوله دائمًا من قبل وكالات الأنباء الرسمية، لافتا إلى إن أنقرة لا تتناول سوى الصورة الكبيرة، مما يجعل القطريون يعتقدون أنهم يلعبون دورًا كبيرًا وأنهم شريك متساو في معالجة القضايا ذات الاهتمام الإقليمي.

إلا أن دور قطر يقتصر حقًا على توفير التمويل، فهي ما إلا راعيا رئيسيا لتدخل تركيا في المنطقة، خاصة بعد أن عززت مقاطعتها مع دول الرباعي العربي بسبب دعم الدوحة للإرهاب والتنظيمات المتطرفة، كما أغرقت نفسها في صراعات معقدة في العالم العربي وأماكن أخرى.