الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فساد وتواطؤ وفشل.. تفاصيل صفقة مشبوهة بين أردوغان وترامب فضحها كتاب بولتون

دونالد ترامب ورجب
دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان

من بين أكثر أجزاء كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون حديث الصدور "الغرفة التي شهدت الأحداث" إثارة للدهشة والصدمة، الجزء الخاص باتصالات واتفاقات بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.


وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يروي بولتون في هذا الجزء تفاصيل تعهد ترامب لأردوغان بتقويض تحقيقات أمريكية حول ضلوع بنك تركي في الالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.


ويبدأ بولتون قصة تواطؤ ترامب مع أردوغان بمشهد افتتاح برج ترامب في مدينة إسطنبول التركية عام 2012، حيث نشرت إيفانكا ابنة ترامب تغريدة على حسابها بموقع "تويتر" توجه فيها الشكر إلى رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان على حضوره حف الافتتاح، وبرفقته رجل الأعمال التركي محمد علي يالسينداج، الذي وصفه ترامب بـ "الصديق العظيم" لابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر.




وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد كشفت في أكتوبر 2017 أن أردوغان وزوجته عقدا سلسلة لقاءات مع نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وزوجته في سبتمبر 2016، لمناشدته بإطلاق سراح رجل الأعمال التركي الإيراني رضا ضراب، المشترك مع بنك خلق في الالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.


وأوضحت الصحيفة أن هاجس أردوغان الأكبر كان يتعلق بإمكانية كشف تحقيقات وزارة العدل الأمريكية لعلاقته هو وأفراد من عائلته بقضية بنك خلق.


وأعطى انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة دفعة لآمال أردوغان، ووجدت أنقرة قناة اتصال مناسبة في الصداقة التي تجمع إيفانكا ترامب ورجل الأعمال التركي محمد علي يالسينداج، الذي تولى رئاسة شركة كبرى مملوكة للحكومة التركية بفضل علاقته بالرئيس الأمريكي وابنته، حسبما ذكرت صحيفة "حريت ديلي نيوز" التركية قبل سيطرة نظام أردوغان عليها.


وفي 24 فبراير 2017، اتصل محامي ترامب، رودلف جولياني، بالمدعي العام الفيدرالي في مانهاتن بريت بهارارا وأبلغه انه سيسافر إلى أنقرة لتمثيل رضا ضراب قانونيًا، واعترف جولياني نفسه بأنه ضغط على وزارة العدل الأمريكية لتسهيل "اتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا" من شأنه "تعزيز الأمن القومي الأمريكي".


لكن ترامب أقال بهارارا في الشهر التالي مارس 2017، واستمرت تحقيقات بنك خلق تحت إشراف المدعي العام الفيدرالي الجديد جيوفري بيرمان، في خطوة أغضبت أردوغان، وفي ديسمبر 2018 العام التقى أردوغان بترامب على هامش قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، حيث أبدى ترامب مرونة أكبر واستعدادًا للتعاون في قضية بنك خلق.


ويروي بولتون أن أردوغان ادعى أمام ترامب خلال لقائهما أن بنك خلق "بريء تمامًا" من الاتهامات المنسوبة إليه، ووعد ترامب نظيره التركي بأنه "سيهتم بالأمر"، وإن أوضح لترامب أن المحققين الذين يتولون القضية ليسوا من "رجال إدارته" وإنما من رجال إدارة سلفه باراك أوباما، وأن القضية ستصبح أسهل عندما يجري استبدال هؤلاء بمحققين من اختياره هو (أي ترامب).


لكن كل جهود ترامب لإغلاق التحقيق باءت بالفشل، وفي أكتوبر الماضي عندما انكشف أمر اتصالات ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أجل فتح تحقيق حول صلة منافس ترامب الديمقراطي جو بايدن وابنه هنتر بشركة غاز أوكرانية، عادت سيرة بنك خلق للظهور في التحقيقات حول اتصالات ترامب وزيلينسكي، التي أشرف عليها المدعي العام في مانهاتن جيوفري بيرمان.


وقبل أيام، أعلن ترامب فجأة إقالة بيرمان من منصبه، تمامًا كما حدث مع سلفه بريت بهارارا، دون إعطاء أي تفسيرات، لكن التحقيقات حول بنك خلق لم تزل مستمرة بالرغم من وعود ترامب لأردوغان.