الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصديق وقت الضيق .. كيف ساندت دول الخليج مصر بعد الإطاحة بحكم الإخوان

السيسي والملك عبد
السيسي والملك عبد الله

سنوات عجاف مرت بها الدولة المصرية في بدايات العقد الثاني من الألفية الجديدة حيث إستغل تنظيم الإخوان الإرهابي الرغبة المُلحة لدي الشعب المصري في التخلص من نظام الرئيس الراحل حسني مبارك ، وتمكنوا بأساليبهم الملتوية والغير واضحة من الوصول الي سدة الحكم لمدة عام واحد إعتلي فيها الإخواني محمد مرسي كرسي البلاد ، ليعلن بعدها الشعب كلمته بلفظ هذا الحكم الخارج عن الإنسانية والغير متوافق مع الأعراف المصرية التي نشأ عليها الصغير والكبير ولعل ابرزها هي الحفاظ علي حدود وتراب الوطن الغالي.

وبعد أن ملأت جموع الشعب المصري شوارع وميادين البلاد مطالبة برحيل هذا النظام الفاشي كان للقوات المسلحة العظيمة تدخلا رائعا حينما نفذت إرادة ومطالب الشعب المصري معلنة عزل مرسي من الحكم وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور رئيسا مؤقتا لإدارة شؤون البلاد لحين إنتخاب رئيسا جديدا وفق لدستور جديد يتصالح عليه ابناء الشعب المصري.

كانت البلاد في هذة الآونة علي حافة الهاوية ولذا لم يكن بمقدور الدول العربية الشقيقة والصديقة ان تصم اذانها عن الوقوف بجانب الدولة المصرية وحمايتها من الإنهيار لذا بادرت الكثير من دول الخليج بمباركة سقوط نظام الإخوان الإرهابي وتقديم يد العون للدولة في هذة الفترة من خلال تقديم الدعم المادي لرفع الإحتياطي النقدي الذي اوشك علي النفاذ في ذات الفترة بالإضافة الي مساندة مصر دبلوماسيا وتحسين صورة القاهرة لدي العالم الخارجي عبر بعثاتها الدبلوماسية المختلفة .

وكان للعاهل السعودي الراحل الملك عبد الله  دور رئيسي في مساندة مصر بعد التخلص من الحكم الإرهابي بل لعب دورا في حماية الإقتصاد المصري في هذه الفترة حينما  منح مصر مساعدات قدرها خمسة مليارات دولار في نفس اليوم الذي أعلنت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة عن مساعدات مماثلة قيمتها ثلاثة مليارات دولار بجانب المساعدات التي قدمتها دولة الكويت بقيمة اربعة مليارات دولار.

لم يكن الدعم فقط ماديا بل إمتد لتعلن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة جماعة الإخوان المسلمين جماعة ارهابية الأمر الذي أدي الي تضييق الخناق علي منتسبي تلك الجماعة الإرهابية ممكن يعيشون علي اراضي تلك الدولتين.

وبالعودة الي الدور الذي لعبه العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله آل سعود في تاريخ مصر خلال تلك الفترة نجده دورا فعًالا وقويا حيث دعا الي دعا لعقد مؤتمر للمانحين لمساعدة مصر على تفادي انهيار اقتصادي في أعقاب فوز الرئيس السيسي بحكم البلاد .

وللحد من التدخل في شئون مصر الداخلية حذرت المملكة العربية السعودية علي لسان الملك عبد الله حيث قال في رسالة واضحة له ان التدخل في الشأن الداخلي المصري مبدأ لا نقبل المساومة عليه أو النقاش حوله تحت أي ظرف كان ، ليس هذا فحسب بل إمتد ايضا لسحب الرياض سفيرها من دويلة قطر بعدما اعلنت تأييدها المُطلق لحكم الإخواني محمد مرسي .

أما علي الصعيد الإماراتي ودورها في مساندة مصر في أعقاب الإطاحة بحكم الإخوان الإرهابي فقد قام الشيخ عبد الله بن زايد، زار مصر في 4 أغسطس 2013، كأول وزير عربي يزور البلاد عقب الإطاحة بحكم الإخوان ، وبعدها بأيام قلائل وتحديدا في الثامن والعشرين من سبتمبر وفي كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة دعا الشيخ عبد الله بن زايد العالم لتقديم الدعم للحكومة المصرية وللاقتصاد المصري بما يعزز مسيرتها نحو التقدم والازدهار.

وفي أكتوبر من العام 2013  وقعت الإمارات اتفاقية مساعدات بقيمة 4 مليارات و900 مليون دولار، إلى جانب منحة بقيمة مليار دولار، وتوفير كميات من الوقود بقيمة مليار دولار أخرى ، بجانب إنشاء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية في 18 محافظة، وبناء 100 مدرسة، إضافة إلى استكمال مجموعة من المشروعات في مجالات الصرف الصحي والبنية التحتية.

كما شاركت دولة الإمارات بفعالية في المؤتمر الاقتصادي المصري والذي عُقد في مارس 2015، ، حيث أعلنت دعم مصر بـ 4 مليارات دولار، بواقع إيداع مبلغ 2 مليار دولار في البنك المركزي، وتوظيف مليارين لتنشيط الاقتصاد عبر مبادرات اقتصادية.

وفي سياق أخر رصد الموقع الرسمي للهيئة العامة للإستعلامات المصرية تبادل زيارات بين مسئولين مصريين وإماراتيين في الفترة من 4 اغسطس 2013 و 23 فبراير 2016 بلغت نحو 30 زيارة رسمية للتأكيد علي عمق العلاقات بين الدولتين.