الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيهاب كاسب يكتب: ثورة الخالدة

صدى البلد

تحل اليوم الذكرى السنوية السابعة لواحدة من أعظم الثورات في التاريخ الإنساني الحديث، ليس لشيء أكثر من أهدافها الإنسانية، فكانت ثورة ضد الفكر المُتطرف، الذي كاد أن يعصف ببلادنا إلى سيل من الصراعات الداخلية والخارجية القائمة على أساس طائفيٌ، ولعلنا نرى في الأفق جليًا بعض النماذج السياسية التي تمثل هذا التيار الفكري المُتطرف في دول أو دويلات أخرى. 

في هذا اليوم، كُنت واحدًا من عشرات الملايين الذين خرجوا في الشوارع، في أكبر حشد شعبي في التاريخ، مُنددين بخطورة بقاء هذا النظام في قيادة بلد بحجم مصر، جماعة لا ترى في وطننا الأبي العزيز سوى حفنة من التراب العفن، هكذا قال مرشدهم وقائدهم ومُلهمهم، فكيف لنا أن نأمنهم عليه، وعلى أنفسنا ومستقبلنا..؟!

لن أذكر الكثير من مشاهد ثورة الثلاثين من يونيو، فجميعها خالدُ في ذهن وذاكرة جموع الشعب المصري وفي ذاكرة العالم، لأنه لم يُرى مثله من قبل، حشدًا وسلميةً ونُبل في الأهداف، فضلًا عن كونها ثورة وطنية بإمتياز، ليست كمثيلتها من تلك الثورات التي حظت على الدعم الخارجي أو اشتعلت تنفيذًا لأجندات غير وطنية. 

كُل الثورات في التاريخ انتهت إلى سيل من الإنتقام، أنظمة تُحارب أخرى، ودماء تُراق من أجل المناصب وتقسيم الثروات، إلا تلك الثورة، التي استطاعت وحدها ودون غيرها أن تُعيد الوطن لأبناءه المُخلصين، فكانت النتيجة هي ما نراه الآن، إنجازات غير مسبوقة في ملف التنمية المستدامة، وملف العدالة الاجتماعية، وملف الحياة الكريمة، في القضاء على العشوائيات وتغيير المنظومة التعليمية وتطوير اسطوري للبنية التحتية والطرق والكبارى فضلًا عن آلاف المصانع ومئات المستشفيات والمدارس والمساجد التي شُيدت خلال 6 سنوات من حُكم أول رئيس وطني مُنتخب لبلد الثورة.

ثورة الثلاثين من يونيو لم تُحقق التنمية فقط، بل كانت تُحارب الإرهاب أيضًا، فأعادت موازين القوى في المنطقة، وأصبحنا نحظى على ترتيبًا عالميًا مُتقدم في مؤشرات القوة العسكرية حيث أصبحت مصر في المركز التاسع عالميًا مُتقدمة على كُل جيرانها في منطقة الشرق الأوسط، كما تقدمت في العديد من المؤشرات العالمية المعنية بالتنمية ومعدلات النمو وجودة الطرق والأمن والشفافية ومكافحة الفساد وغيرها من الملفات. 

سبع سنوات من العمل، سبع سنوات على الإنتفاضة، استطعنا خلالها أن ندرك الطريق الصواب نحو التنمية المستدامة وأعتلينا قُضبانها فحققنا سيل من الإنجازات لا يُمكن نُكرانه من أحد، بعد أن كانت محل شك حينما كانت مُجرد أفكار مطروحه قبل سنوات.

لنتحدث عن جانب آخر، تألمنا منه كثيرًا، وكُنا قاب قوسين أو أدنى من أن ينال أحدنا، ورُغم أنه استطاع أن يوجعنا في أعز ما نملك، أرواح من نُحب، أطهر وأنقى البشر، من المدنيين والعسكريين، وضباط وأفراد الشرطة المصرية، الذين اغتالتهم جميعًا يد الإرهاب، التي دُفع لها ما لا يُمكن حصره من المال والعتاد والتدريبات وكُل الدعم من أجهزة وأنظمة ومتآمرين وخونه أرادوا جميعًا أن ينالوا من الإرادة المصرية، فكان الدرس لهم قاسيًا من قواتنا المسلحة الباسلة ورجالها الأبطال والشعب المصري العظيم الذي كان دائمًا على العهد داعمًا ومؤيدًا ومساندًا.

فأصبحنا بفضل إرادتنا الحرة، أن نكون أهم دولة استطاعت أن تُحقق نصرًا على الكيانات والجماعات الإرهابية في حرب عسكرية ضارية دفعنا من أجلها الكثير من المال والأرواح، كُنا فيها حاملين راية الدفاع نيابة عن العالم في مواجهة قوى الشر وأصحاب الأفكار المُتطرفة، وكانت النتيجة أن الاستراتيجية المصرية في مكافحة الإرهاب أصبحت ضمن الاستراتيجيات المُعتمدة في الأمم المتحدة ومنظماتها العالمية بعد ان استطاعت تحقيق نصرًا فريدًا. 

حربنا ضد الإرهاب، لم تكن أبدًا خيارًا، بل قرار، وضرورة، استوجبته الظروف المُحيطه، والعداء الذي حمله هؤلاء المُتطرفين المدفوعين من كيانات وجماعات وأنظمة ودول تآمرت ووعدت وتوعدت أن تُنهي الحلم والإرادة للشعب المصري، لكنهم نسوا أو تناسوا أن المصريين شعب التاريخ، أول من أنشأ الجيوش لحماية أرضه، وأول من صنع الحضارة والمجد، وأول من أسس دولة حديثة، كُنا هُنا قبل ملايين السنيين، وسنظل، وسينتهي العالم، وتُقفل صفحات التاريخ، من هُنا، من أرض الحضارة والعزة، لتبقى هي الباقية مصر.