الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإفتاء توضح جزاء من ترك أولاده دون أكل ولا ملبس حتى مات

الإفتاء توضح جزاء
الإفتاء توضح جزاء من ترك أولاده دون أكل ولا ملبس حتى مات

"أب ترك أولاده 50 سنة من غير ملبس ولا سكن، ومات وهو على هذه الحال؛ فما جزاءه؟"، سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، عبر فيديو على صفحتها الرسمية بموقع « فيسبوك».

وقال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء: "أمره إلى الله، فقد فرط فيما كلفه الله به، وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما -عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ..»، متفق عليه". 

وأوضح أمين الفتوى بالإفتاء أن الأب إذا كان قصر في أولاده ولم ينفق عليهم ولم يسكنهم إلى غير ذلك حتى مات؛ لا يبرر لأولاده أن يعقوه أو أن يتذكروه بالدعاء بعد وفاته، لأن الدعاء له وذكره بالخير من علامات صلاح الولد.

وأضاف أن الأمر ليس مبادلة، وأن الأب لو لم يرعي أولاده يعقوه؛ لأن كل فرد تكليفه مستقل، يقول - تعالى-: « وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا»، ( سورة مريم: الآية 95). 

وتابع أن الأبناء إذا لم يبروا الأب مع تقصيره، فسيحاسبهم الله على ذلك أيضًا، لأنه - عز وجل-  لم يجعل هذا في مقابلة ذاك، فمن قصر يحاسبه الله - عز وجل-، وعلى كل مسلم أن يؤدي تكلفيه تحت أيًا ظرف كان.

وواصل الشيخ أحمد وسام أن من مصلحة الولد ذكرًا كان أو أنثي أن يزرو والديه ويقرأ له الفاتحة ويدعو له حتي مع عدم مسامحته يفعل ذلك
؛ لأن حسابه على الله - تعالى-. 


كيفية بر الوالدين بعد وفاتهما: 

وفي وقت سابق، نشرت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، 4 أعمال يمكن القيام بها لكي لا ينقطع  البر بالوالدين بعد موتهما.

وأشارت « الإفتاء» إلى أن أول هذه الأعمال: صلة أقاربهما، وثانيها: قراءة القرآن، وثالثها: إخراج الصدقات الجارية، ورابعها: الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة.

وأوضحت دار الإفتاء أن المحافظة على بر الوالدين بصفة مستمرة أفضل الأعمال، مشيرة إلى أنه لا يفعل ذلك إلا الصديقون.

ونبهت  أن بر الوالدين والقيام على خدمتهما عند كبرهما والنفقة عليهما سبب لدخول الجنة فكان بر الأم أعظم من الجهاد.

وتابعت: ورد الكثير من الأحاديث النبوية الشريف التى تحث على بر الأم لفضلها على أبنائها، وجعل الله -تعالى- ورسوله الكريم جزاء من يبر أمه هو الجنة، فكان بر الأم أعظم من الجهاد.

وواصلت: كما ورد فى أحاديث الرسول ومنها: ما رود عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه- قَالَ: «سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، قَالَت: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، قَالَ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ»، رواه البخارى.


وفي ذات السياق، أكد مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، أن من أبرز صفات المسلم البر بالوالدين والإحسان إليهما، وأن الله رفع مقام الوالدين إلى مرتبة لم تعرفها البشرية في غير هذا الدين، إذ جعل الإحسان إليهما والبر بهما في مرتبة تلي مرتبة الإيمان بالله والعبودية.

واستشهد « البحوث الإسلامية» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بقوله - تعالى-: «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا و بالوالدين إحسانًا »، وقوله - عز وجل-: « ووصينا الإنسان بوالديه حسنًا».


ونبه أن القرآن ليضع منهجًا في كيفية معاملة الأبوين عندما يبلغان مرحلة الهِرَم و الشيخوخة، قال -تعالى-: « إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ....»، لافتًا: " إذا لا حظنا قول الله جيدًا لوجدناه يقول { يبلغن عندك} أي: في رعايتك وحمايتك وحفظك.

وأشار إلى أن السنة مؤكدة لهذا المعنى القرآني، فقد روى الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود- رضى الله عنه- قال: «سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي العمل أحب إلى الله ؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت ثم أي ؟ قال الجهاد في سبيل الله ». 

وأكمل  أن  رسولنا - صلى الله عليه وسلم- المربي العظيم وضع بر الوالدين  بين أعظم عملين في الإسلام: الصلاة على وقتها، والجهاد في سبيل الله ، وفي الصحيحين: "أن رجلا جاء فاستأذن الرسول -صلى الله عليه وسلم -في الجهاد، فقال" أحي والداك؟ "قال:نعم، قال " ففيهما فجاهد".

وأردف: وفي الحديث الصحيح: "هل أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئًا فجلس فقال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور".