الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زينب عبدالله تكتب: نفحات العشر

صدى البلد

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد....


إن لله نفحات وعطاءات وهبات يمن بها علي عباده فينبغى على كل مسلم فطن أن يغتنم الفرصة ويسارع ويسابق ويجاهد لينال النصيب الأوفر من هذه  النفحات، فقد حثنا النبى صلى الله عليه وسلم على اغتنام تلك الأوقات الفاضلة على مدار العام، فقال صلى الله عليه وسلم "إن لربكم عز وجل فى أيام دهركم لنفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا" رواه الطبرانى.


ونفحات الله عز وجل تنزل على من صفا قلبه وصلح وطهر ففى هذه الأيام المباركة وهى الأيام العشر من ذى الحجة من النفحات والعطاءات الكثير والكثير فقد أقسم بها رب العزة سبحانه وقال {وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ. وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ. وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر‏:1- 2)" وما أقسم بها إلا لعظم شأنها وقال صلى الله عليه وسلم "ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام – يعنى عشر ذى الحجة – قالوا: ولا الجهاد فى سبيل الله ؟ قال:ولا الجهاد فى سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشئ "أخرجه بن ماجة وثبت فى صحيح البخارى  عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد "رواه الطبرانى وقال ابن حجر فى الفتح والذى يظهر أن السبب فى امتياز عشر ذى الحجة لاجتماع أمهات العبادة فيه وهى الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يأتى ذلك فى غيره.

                                                

فمن سنن هذه الأيام :الصلاة فيستحب التبكير إلى الفرائض والإكثار من النوافل فإنها من أفضل القربات روى ثوبان رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحط عنك بها خطيئة"رواه مسلم.


ومن سننها أيضا الصيام فعن بعض أزواج النبى صلى الله عليه وسلم قالت "كان النبى صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذى الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر "رواه أحمد وأبو داود والنسائى ومن سننها التكبير والتهليل والتحميد "فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد. "                                                           

ومن أهم سننها صيام يوم عرفة لما ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم قال عن صوم يوم عرفة "احتسب على الله أن يكفر السنة التى قبلها والسنة التى بعدها " .


ومن أهم الأعمال التى تكون فى هذه الأيام هى أداء مناسك الحج التى حرمنا من القيام بها فى هذا العام من طواف وسعى ورمى الجمرات والمبيت بمزدلفة وغير ذلك من مناسك الحج بسبب فيروس كورونا نسأل الله أن يرفع عنا هذا البلاء وينعم علينا بأداء فريضة الحج فى العام المقبل إن شاء الله تعالى.


فكيف لكل مسلم أن ينعم بهذه الأيام والليالى العشر ويتلذذ بنفحات الله وعطاءاته التى لا تعد ولا تحصى.


يجب على المسلم أن يقوم بتجهيز القلب لتلقى العطاء الإلهى الذى لا يناله(" إِلاَ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ  "الشعراء (89)وقال الله عز وجل فى شان الخليل إبراهيم عليه السلام : { إِذْ جَاءَ رَبّه بِقَلْبٍ سَلِيم }  يَقُول " الصافات (84) .

                              

لا بد أن يكون القلب سليما من الحظوظ والأهواء ومن الميل إلى الدنيا الفانية وإلى الشهوات وإلى كل المستلذات ويكون له كل الميل فى الله عز وجل فينبغى أن يكون حال المسلم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".