الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تشرشل وتجويع الهنود.. جانب آخر من الرواية

تشرشل
تشرشل


بعد مرور نحو ثلاثة وسبعين عامًا من الاستقلال، بزغ نجم جيل جديد من الهنود بدأت تتكشف العديد من الحقائق حول طبيعة الحقبة الاستعمارية البريطانية للهند، إذ سجل وفاة ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص على الأقل لقوا حتفهم من سياسة التجويع التي اتبعتها بريطانيا في الهند. 

حسب رواية شهود عيان، يروون كيف تُركت الجثث في الحقول وعلى ضفاف الأنهار لتأكلها الكلاب والصقور، يقول الممثل البنغالي سوميترا تشاترجي، والذي كان في الثامنة من عمره: "بدأ الجميع كهياكل عظمية يغطيها فقط الجلد، الجميع كانوا يبكون بصورة مهينة فقط طلبًا لماء الأرز". 

ويضيف سوميترا: "كانوا يعلمون - في إشارة منه إلى البنغال - أن لا أحدًا لديه ما يعطيه من الأرز".

وقعت المجاعة نتيجة إعصار وفيضانات في البنغال عام 1942، بالإضافة إلى سياسات ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني التي زادت من الطين بلة. 

وحسب المؤرخ الهندي رودرانجشو موكرجي، إن تشرشل كان بطلًا في الحرب العالمية الثانية، لكنه كان أيضًا مسؤولًا عن موت الملايين في البنغال عام 1943، ذلك الجزء من التاريخ لا يمكن إهماله أو التنصل منه، وفاة الملايين خير شاهد على ما حدث في السنوات التي نالت بريطانيا من حرية الشعب الهندي.

لم يكن الشهود العيان وحدهم الذين وجهوا أصابع الاتهام إلى "تشرشل" إذ ظهر أيضا في المذكرات التي تركها الجنود البريطانيون خلفهم ما تسبب فيه تشرشل من وفاة الملايين. 

وحسب مذكرات جنود بريطانيون، فأن حكومة تشرشل رفضت على مدى أشهر مناشدات المسئولين في الهند بضرورة تصدير الغذاء إليهم، لكن تلك المطالبات تم رفضها بحجة الخوف من أن يؤثر ذلك على المخزون في بريطانيا، فضلا عن شعور "تشرشل" أن رجال السياسة المحليين باستطاعتهم القيام بجهد أكثر قوة من أجل مواجهة الجوع واتباع سياسات آخرى غير انتظار المساعدات البريطانية. 

الهنود مثل "الأرانب"
كما كشفت المذكرات، موقف آخر لرئيس الوزراء البريطاني، إذ جاء الرد على مناشدات المساعدات الغذائية قول تشرشل "الهنود يتكاثرون كالأرانب".