الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تفاصيل مخطط أردوغان الكامل للسيطرة على ثروات المتوسط.. مقامرة سياسية خاسرة على اليونان وقبرص .. وليبيا كعكة كبرى لن ينالها

أردوغان
أردوغان

-الرئيس التركي  يسعى للقرصنة على ثروات 3 دول

الحصول على ثروات ليبيا هو السبب الاهم وراء تدخل أنقرة فيها

- سلاح ردع أردوغان أوروبي.. وعقوبات  قاسية قد تسقط على رأسه

 مخطط كامل ينفذه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للهيمنة على موارد دول حوض البحر المتوسط أو منازعتها في ثرواتها، مع انشغال الساحة الدولية بقضاياها الداخلية أكثر، مرسلًا مرتزقته مرة إلى ليبيا وقواته وموالين له آخرين إلى سوريا، وطائراته إلى العراق، وسفنه إلى قبرص واليونان، تارات أخرى، لكن مساعيه وغزواته تلك يبدوا أنه لن يكتب لها النجاح، وفق ماذكرت صحيفة أحوال التركية، التي تكتب بخط معارض.

 لماذا ليبيا؟

قالت الصحيفة إن مغامرات تركيا الخارجية بتدخلها في ليبيا  على الأخص مرتبط بسعيها لتأمين احتياطيات هائلة من الوقود في أعماق شرق البحر الأبيض المتوسط، واجدة في ليبيا الكعكة التي تظن أنها تستحقها، بعدما سقط نظامها الحاكم في 2011 ومقتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ومقدمة غزوها في صورة دعم عسكري  لحكومة مدعومة من المليشيات.

 

وقع أردوغان مع فايز السراج رئيس الحكومة المسيطرة على طرابلس  أواخر العام الماضي اتفاقًا سمح  له بالعمل على إنشاء قواعد عسكرية، والدعم المرتزقة المجلوبين من سوريا ودول أخرى، للوقوف أمام الصف الليبي ومحاربة الجيش الوطني الليبي، علاوة على الحصول على حقوق لعمل الشركات التركية في الأراضي الليبية، والتنقيب دون رقيب عن النفط والغاز. 

 

لغز قبرص

 مطامع أردوغان التي تعتبر ليبيا الكعكة الكبرى، تتجاوز ذلك لإعادة مجد العثمانيين حول قبرص وفك لغزها والحصول على آبار الغاز حولها، متجاوزة ذلك إلى ثروات اليونان كذلك.

 

ودفعت هذه الأهداف أردوغان إلى ارتكاب الجرائم و إطلاق عمليات حفر غير قانونية في المياه المتنازع عليها قبالة قبرص وقبالة سواحل ليبيا وبالقرب من جزيرتين يونانيتين، بما في ذلك جزيرة كريت ، التي اعتبرتها تركيا ضمن الحدود البحرية التي يحق لها العمل فيها.

 

انتهازية تركية ونهب ثروات

قال الأستاذ في الجامعة الأمريكية "أولاس دوغا إيرالب " :"إن الهدف الرئيسي لتركيا من هذه الاعتداءات البحرية ليس بالضرورة العثور على احتياطيات هيدروكربونية، ولكن الوقوف في طريق اليونان  وإسرائيل وقبرص، بالإضافة إلى شركات الحفر الكبرى التي وقعت صفقات مع تلك الدول ، على أمل الاندفاع في المفاوضات معها".

 

أضاف  إيرالب لـصحيفة أحوال: "هذه هي سياستهم ، سوف يواصلون تخريب الاتفاقات " .

 

وتابع "إنهم يقولون ، نحن هنا. قد لا ترغب في رؤيتنا ، لكننا هنا - وبدون وجودنا على الطاولة لن نجعل هذا حقيقة . لكن هذا لن يحدث ، وهذا هو السبب في أن هذه اللعبة بأكملها التي يتم لعبها في شرق البحر الأبيض المتوسط ،للأسف هي خسارة للجميع."

 

وبالنظر إلى قضية قبرص العالقة ، فإن الحفر التركي  بالقرب من كريت وجزيرة كاستيلوريزو ، والانتهاكات التركية المنتظمة للمجال الجوي والتوترات المرتفعة بشأن اللاجئين،  يعقد الامور مع  اليونان ويجعل الأمر  أقرب إلى الصراع مما كان عليه منذ عقود.

 

اليونان والتصعيد العسكري

وحقيقة،  وضعت أثينا جيشها في حالة تأهب قصوى ، وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس الثلاثاء الماضي إن السلوك الاستفزازي لتركيا قوض السلام والاستقرار في شرق البحر المتوسط وتماسك الناتو.

 

دماء فرنسا تغلي من أردوغان

الدم يغلي أيضًا بين تركيا وفرنسا ، كما شهد العالم ما حدث في 10 يونيو، والتي قالت عنها باريس إن سفينة حربية تركية أستهدفت فرقاطة فرنسية،  كانت تطلب إذنًا لإجراء بحث إجباري عن الأسلحة.

 

قص أصابع أردوغان

بالإضافة إلى ذلك ، كما سعى ماكرون في الأشهر الأخيرة لمكافحة النفوذ الأجنبي داخل فرنسا ، فقد تحرك ضد الجماعات المتشددة والمساجد المدعومة من تركيا.

 

 وفي السنوات القليلة الماضية ، فعلت أنقرة أيضًا المزيد لدعم الجماعات المحظورة والمصنفة إرهابية  مثل الإخوان المسلمين في أوروبا والشرق الأوسط ، بما في ذلك في ليبيا.

 

عقوبات على تركيا

وفي الأيام الماضية،  قالت فرنسا وألمانيا وإيطاليا إنهم مستعدون للنظر في فرض عقوبات على تركيا إذا استمرت انتهاكات تركيا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.

 

واضطرت تركيا أوروبا الى القيام بعمل  نادرًا ما اتبعته، وهو بالتهديد بفرض عقوبات.

 

وفي حال فرض عقوبات أوروبية،  فإن أي عقوبات على تركيا بسبب التورط في ليبيا ستستهدف على الأرجح القادة العسكريين الأتراك أو رجال الأعمال العاملين في ليبيا.

 

في الوقت الحالي ، تبدو أوروبا سعيدة بتهديد تركيا بينما تأمل في حل دبلوماسي، ويعتقد  المحلل إيرالب أن التهديد المستمر للرئيس التركي بإطلاق العنان لمليون  لاجئي واحتمال قلب السياسة الأوروبية قد ضمن أن الاتحاد الأوروبي سيواصل معاملة تركيا  بحذر كبير، لكن ذلك لن يستمر  في الغالب.

 

قال إيرالب ، "لا يمكن للاتحاد الأوروبي لعب دور الوسيط لأن الاتحاد الأوروبي بالفعل طرف ثانوي " ، مشيرًا إلى أن ألمانيا ، في دورها الحالي كرئيس لمجلس الاتحاد الأوروبي ، يمكنها الضغط على الولايات المتحدة للتدخل والوساطة.