الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلبوا مني أشياء فظيعة.. رجل عصابات يفضح أسرار الاغتيالات السياسية في نظام أردوغان

رجل العصابات التركي
رجل العصابات التركي سيركان كورتولوش

أجرت صحيفة "إنفوباي" الأرجنتينية حوارًا مع سيركان كورتولوش، رجل العصابات التركي الهارب من بلاده والمسجون في الأرجنتين، والذي تطالب السلطات التركية بوينس آيرس بتسليمه لها.

وتؤجل الأرجنتين خطوة تسليم كورتولوش للنظر في طلب لجوء قدمه رجل العصابات التركي وشريك له، مؤكدين أن هناك خطرًا يهدد حياتيهما في حال عودتهما إلى تركيا، وأن هناك من ينتظرهما هناك لقتلهما.

وعندما سُئل كورتولوش عما أجبره على الهرب إلى الأرجنتين، أجاب "من أجل حياتي. تركيا تريد قتلي. لقد كنت في حرب والرئيس (يقصد أردوغان) ساعد مجموعات إرهابية. لقد رأيت وعرفت أشياء كثيرة، والآن تريد تركيا تحميلي المسئولية عن كثير من هذه الأمور". 


وأضاف كورتولوش "أعرف الكثير عن الاغتيالات السياسية. لقد كنت معهم ولكنني رأيت الكثير من الأشياء الفظيعة ولا أريد أن أكون معهم بعد الآن. في جورجيا طلبت أن أكون لاجئًا لكنهم أخبروني أن هناك خطر كبير بان ينتهي بي المطاف ميتًا في تركيا. الآن تريد تركيا قتلى في السجن. العديد من السياسيين يريدون قتلي".

وكشف كورتولوش كيف يستغل نظام أردوغان معاركه السياسية لتصفية معارضيه، بل وأحيانًا رجاله ممن يعرفون أسرارًا خطرة، وقال إن رجال أردوغان قتلوا القيادي بحزب العدالة والتنمية الحاكم أحمد كورتولوش (وهو لا يمت بصلة قرابة لرجل العصابات التركي) في مدينة إزمير العام الماضي، كي يلصقوا تهمة اغتياله بحركة "الخدمة" التي يتزعمها رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب العسكري الفاشل عام 2016، وقبل اغتيال أحمد كورتولوش اتهمه النظام بمساعدة عصابة سيركان كورتولوش.

وقال رجل العصابات التركي "لقد قتلوا أحمد كورتولوش لأنه عرف أكثر من اللازم، إنهم يريدون قتل الناس وإلصاق التهمة بحركة جولن".

وروى كورتولوش جانبًا يعرفه من قصة القس الأمريكي أندرو برونسون، الذي احتجزه نظام أردوغان لعامين في تركيا بتهمة التعاون مع حركة جولن لتدبير انقلاب 2016 الفاشل، ولمساومة الولايات المتحدة به على تسليم جولن لأنقرة، قبل أن تستسلم الأخيرة في 2018 تحت ضغط العقوبات الأمريكية وتفرج عن برونسون وتسمح له بالعودة إلى بلاده.

وتابع كورتولوش أن النظام التركي طلب من شريك له قتل القس برونسون لكنه رفض، فطلب قياديون كبار بحزب العدالة والتنمية من كورتولوش نفسه القيام بالمهمة، ورفضوا تقديم مقابل مالي لرجل العصابات التركي، ولما رفض الأخير ثارت ثائرة النظام ضده، واضطر للهرب مع شريكه المذكور آنفًا إلى جورجيا، التي كانت المحطة الأولى في رحلة فرار كورتولوش المنتهية في الأرجنتين.

وعلقت الصحيفة بالقول إنه إذا ما صحت أقوال كورتولوش فإن معناها خطير للغاية، لأنه إذا طلبت دولة ذات سيادة من رجل عصابات اغتيال شخصية مهمة فذلك يعني أن رئيس الدولة (أردوغان) هو شريك لزعيم عصابة.

وإجابة على سؤال عما إذا كان يخشى أن يغتاله عملاء أتراك في سجنه بالأرجنتين، أجاب كورتولوش "ربما. يمكن لتركيا أن تفعل أشياء كثيرة ومنها قتلي في السجن. عندما كنت الشاحنة التي نقلتني إلى السجن أخرج أحد الحراس هاتفه الجوال وقام بتشغيل مقطع صوتي عبارة عن جملة واحدة مترجمة باللغة التركية. وقد سمعها السجناء الآخرون الذين كانوا معي في الشاحنة ولم يفهموا معناها، لكنني فهمتها. كانت تقول: أنت هنا لتُقتل".