الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطائرة الممنوعة.. حكاية الرحلة المصرية MS620 المتجهة إلى الكويت

مصر للطيران
مصر للطيران

"نعتذر عن التأخير.. لقد وردنا الآن خطاب بأنه لن يتم السماح لغير الكويتين الدخول إلى المطارات الكويتية.. لذا سوف نضطر لإنزال جميع الركاب المتواجدين على متن الطائرة.. نعتذر مجددا عن هذا الظرف الاستثنائي".. رسالة وجيزة لم تتعدى مدتها الثوانِ المعدودات كانت كفيلة بأن تحطم صورة اللوحة التي كان يرسمها ركاب طائرة الكويت في مخيلتهم حول لقاء أسرهم وأحبائهم، بعد غياب دام لأشهر ظل يُمني كل واحد فيهم نفسه بلحظة اللقاء بعد إعادة فتح الأجواء.

هكذا الحال ليس فقط لركاب رحلات الكويت، لكن منذ بداية أزمة الجائحة الوبائية هناك الكثيرين ممن يقفون خلف حدود كل دولة يترقبون من بعيد وعيناهم مفتوحه تجاه المطارات لحظة إزاحة اسم دولتهم عن خانة قوائم الممنوعين، وإدراج صور ناقلاتهم الوطنية على جداول الانتظام، لينهالوا مسرعين على الحجوزات.. هذا ما حدث عندما أعلنت الشركة الوطنية مصر للطيران قبل أيام عن فتح الحجوزات إلى دولة الكويت وفق جدول تشغيلي منتظم بضوابط وقائية تتخذها سلطات الكويت حيال الوافدين لتؤمن نفسها من تفشي الفيروس المستجد "كوفيد 19".

في غضون أيام قليلة من إعلان مصر للطيران، وصلت نسب الحجوزات على الرحلات التي كانت مخطط لها 15 رحلة أسبوعيا، بدءًا من مطلع أغسطس الجاري إلى 90%، وفقا لتقديرات القطاع التجاري بالشركة، وهو أمر متوقع بالنظر إلى أعداد الجالية المصرية هناك صاحبة المرتبة الثانية في عدد الوافدين إلى الكويت بعد الهند، الذي تمثل أيضا نسبة 20.3% من إجمالي السكان، وفقا لإحصائيات 2019.

فلم يكن يتخيل ركاب الرحلة المصرية رقم MS620، صاحبة النصيب الأول من التشغيل المنتظم بين القاهرة والكويت بعد فترة تعليق دامت لأكثر من أربعة أشهر بسبب فيروس كورونا، أن يعودوا من على الممر محملين بخيبة أمل بعد إلغاء رحلتهم برسالة وجيزة تلقاها قائد الطائرة التي كان يستعد للإقلاع بعد اكتمال عدد الركاب، الذين تكبدوا عناء استيفاء الاجراءات والفحوصات المطلوبة للسفر، دون النظر إلى أوضاع الكثير بينهم سواء المغادر لاستئناف عمله المتوقف منذ شهور أو للاجتماع بأسرته المتغيب عنها إجباريا نتيجة للقيود الجوية التي فرضتها ظروف الجائحة الوبائية، فأخذ كل واحد منهم يفرغ غضبه في سلطات المطار التي لم تبلغه بوقت كافي قبل الرحلة، إلا أنه في الحقيقة سلطات الكويت هي من أصدرت القرار قبل إقلاع الرحلة من القاهرة بدقائق معدودات لتضع الركاب وذويهم في مأزق كبير بتركهم على الممر.

إذا نظرنا إلى واقعة إلغاء رحلة مصرية وإنزال ركابها من على متن الطائرة بعد صعودهم، فهذه ليست الأولى، فالموقف يعيد إلى الأذهان مشهد حدث قبل نحو ستون عاما تحديدا عام 1961م، عندما عادت طائرة مصرية من الأجواء أيضا بعد تلقي قائدها إشارة من مطار دمشق تفيد بأن الأجواء والمطارات السورية مغلقة في وجه الطائرات المصرية، لأن الوحدة مع سوريا التي تمت عام 1958 بقرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأندمج على أثرها شركة مصر للطيران والخطوط الجوية السورية في شركة واحدة تحمل اسم "شركة الطيرن العربية المتحدة" عام 1960م قد تفككت الآن! فعادت الطائرة المصرية من الأجواء مرة أخرى إلى القاهرة.

وهو ما حدث مع طائرة الأمس بعد أن عاد الركاب من على متن الطائرة مرة أخرى وتم إلغاء رحلتهم بشكل مفاجئ دون سابق إنذار أثناء استعداد الرحلة للإقلاع، ليأتي إعلان هيئة الطيران المدني الكويتية المفاجئ بوقف الرحلات التجارية القادمة إليها من 31 دولة بينها مصر، على ضوء تداعيات الجائحة الوبائية كورونا المستجد، يتبعه إعتذار مصر للطيران لعملاءها وإعلانها إلغاء جميع الرحلات المجدولة المتجهة إلى الكويت لحين إشعار أخر، وناشدتهم بمراجعة الجوزات الخاصة بهم على رحلات الكويت.