الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيفية سجود الشكر للنساء.. و5 وسائل تعين عليه

كيفية سجود الشكر
كيفية سجود الشكر للنساء.. و 5 وسائل تعين عليه

كيفية سجود الشكر للنساء، سؤال محل بحث الكثيريين على مواقع الإنترنت، ولا يوجد اختلاف حقيقي بين سجود الشكر للرجال و سجود الشكر للنساء، فهما نفس الكيفية تقريبًا، والشكر في اللغة هو عرفان النعمة وإظهارها وثناء الله -تعالى- عليها، وفي الاصطلاح يعني الاعتراف بفضل الله -تعالى- والثناء عليه، وقيل: هو صرف جميع ما أنعم الله -تعالى- به على الإنسان إلى ما خُلِق لأجله، أما سجود الشكر فهي السجود الذي يؤديه المسلم عند حدوث خير ما أو عند انصراف هم شُكرًا وحمدًا لله تعالى، ويكون بأداء سجدة واحدة كسجود الصلاة المفروضة.
 ‏

كيفية سجود الشكر للنساء: 

سجود الشكر سجدةٌ واحدةٌ يؤديها المسلم، يحمد ويشكر الله فيها على النعمة التي وهبها الله -تعالى- له، أو البلاء الذي دفعه الله -تعالى- عنه، ويقول في السجود: (سبحان ربي الأعلى)، ولو مرّةً على الأقل، أما لو كررها ثلاثًا، أو خمسًا فذلك أفضل، ويقول أيضًا: (اللهمّ لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوّره، وشقّ سمعه وبصره، بحوله وقوّته تبارك الله أحسن الخالقين)، وسجود الشكر كسجود التلاوة؛ لا يلزم للمسلم أن يفعل فيه كما يفعل في الصلاة، ولا أن يحقّق شروط الصلاة؛ من استقبال القبلة، والطهارة، وستر العورة، فهذه ليست شروطٌ واجبةٌ لسجود الشكر، فإذا أراد المسلم أن يسجد سجدة شكرٍ، فيسجد دون تكبيرٍ، فالتكبير ليس مشروعًا في سجود الشكر، وإذا كان المسلم جالسًا ويريد أن يسجد سجدة شكرٍ، فيخر ساجدًا دون العودة إلى القيام مرّةً أخرى ثم السجود، فلا يشترط القيام للإتيان بسجود الشكر، ثم إذا انتهى من السجود فلا يسلم.
 ‏
 ‏ولا تشترط الطهارة في سجود الشكر؛ لحديث أبو بكر- رضي الله عنه- قال: (أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ)، رواه الترمذي (1578)، فقد كان - عليه الصلاة والسلام- يسجد بمجرد حدوث السبب بشكل مباشر سواء كان متطهرًا أم لا، فلو كانت الطهارة واجبة لسجود السهو؛ لأمرها النبي -صلى الله عليه وسلم، ولقام بها قبل أداء السجود، فهو القدوة التي نقتدي بها، كما أن سبب السجود مفاجئ، فأذا تأخرالسجود حتى يتوضأ الشخص زال القصد من سجود الشكر، إذًا يجوز للمرأة أداء سجود الشكر في أي وقت أرادت، وإن كان يستحب الوضوء إن استطاعت.
 ‏
 إذا سجود الشكر نفس كيفية سجود التلاوة فلا يلزم فيه أي شرط من شروط الصلاة، فقط يخر المسلم ساجدًا ويقول كما يقال في سجود الصلاة، ويشكر الله على نعمه، ويدعوه بما يريد، بدون وضوء، أو تكبير، أو تشهد، أو تسليم، ولا يجوز اعتبارها صلاة؛ لأن في ذلك ابتداع ما لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أنه لا يجب فيها قول معين، بل يقول المسلم ما يقال عند السجود، ويمكنه إضافة الحمد، والاستغفار، والشكر، والدعاء، كما أنه إذا بشر المسلم بما يسره وهو يصلي فلا يسجد؛ لأن سبب سجوده ليس من الصلاة، وليس له علاقة بها فإذا سجد متعمدًا بطلت صلاته، ويجوز للراكب أن يؤدّيها على الراحلة في سفره بالإيماء، مع العلم أنّه يجوز قضاء سجود الشكر إذا لم يستطع المسلم أداءها في وقتها، لكن إذا بشّر المسلم بما يسّره وكان يستطيع أدائها ولم يؤدِّها بطُل قضاؤها.

أحكام تتعلق بسجود الشكر:
  ‏
بين العلماء عدة أحكام تتعلق بسجود الشكر، وبيان بعضها فيما يأتي:
  ‏
1. لا يُشترط عند أكثر الفقهاء في سجود الشكر ما يُشترط لصحة الصلاة من استقبال القبلة والطهارة وغير ذلك من الأحكام، خلافًا لمن اشترط لسجدة الشكر ما يُشترط في صلاة النا
فلة من ستر العورة والطّهارة وغيرها من الأحكام؛ لأنّ ظاهر سجود الشكر هو فرح الإنسان لأمر استجد له فأراد أن يشكر الله -تعالى- على فضله في حينها. 
  ‏
2. ‏يُرجح القول بأن سجود الشكر لا يلزمه تكبير ولا تسليم في نهايته؛ إذ إن ذلك لم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يُنقل عنه.

3. لا يوجد ذِكر معين يُذكر في سجود الشكر؛ وإنما يقول المسلم ما يناسب حاله من حمد وثناء وشكر لله -تعالى-.

4. لا يصح سجود الشكر إذا بُشر الإنسان بما يسره وهو يصلي.

5. يجوز قضاء سجود  الشكر إذا لم يستطع المسلم أن يأتيها في حينها. 

6. ‏يجوز أداء سجود الشكر على الراحلة بالإيماء بحسب الاستطاعة والقدرة. 


أسباب سجود الشكر:

المسلم يسجد سجود الشكر بسبب كثيرٍ من الأمور التي قد تحصل في حياته، وتستدعيه أن يشكر الله -تعالى- ويحمده على أن يسرّ له حصول النعمة، أو دفع البلاء، وفيما يأتي بين بعض تلك الاسباب:
  ‏
1.  أن الله -تعالى- يرزق العبد بالمولود ذكرًا أو أنثى، بعد انتظار المسلم ذلك لفترةٍ طويلةٍ.
  ‏
2.  ‏أن يدفع الله -تعالى- عنه بلاءً، بأن يشفي له مريضًا ويعافيه.
  ‏
3.  أن ينجي الله -تعالى- العبد من مصيبةٍ كادت تحصل له؛ كانقلاب سيارةٍ، أو حادث تصادمٍ.
  ‏
 4. ‏ أن ينصر الله -تعالى- عباده الصالحين في حياتهم. 

  ‏
 الوسائل المعينة على شكر الله:
  ‏
 على المسلم أن يشكر الله -تعالى- في كل الأحوال والأوقات، لكي تزيد نعمه وتتجدد، وينال الأجر العظيم من الله تعالى، ودليل ذلك في قول الله -تعالى-:( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)، وفيما يأتي بيان بعض الوسائل التي تُعين المسلم على أن يشكر الله تعالى:
  ‏
1. الدعاء: فقد أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بالدعاء في كلّ الأوقات والظروف، كما كان يُوصي الصحابة رضوان الله عليهم، فالدعاء وسيلةٌ مهمّةٌ تُعين الإنسان على شكر الله -تعالى- على نعمه.
  ‏
 2. التفكر: وهو عبادةٌ يُثاب عليها المسلم، فإن النعم في حياة المسلم كثيرةٌ لا تعد ولا تحصى من كثرتها، فإذا تفكر المسلم في يومه على مدى بسيطٍ، فإنه يجد نعمًا كثيرةً في أهله، وأولاده، ورزقه، وماله، وعمله، وعلمه، وفي كلّ نعمةٍ من هذه النعم يُوهب العبد نعمأً جديدةً، فإنّ تفكّر الإنسان في كلّ هذه النعم فإنّ ذلك يدفعه لأن يشكر الله -تعالى- ويعبده، ودليل ذلك قول الله عز وجل-: (وَآتاكُم مِن كُلِّ ما سَأَلتُموهُ وَإِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللَّهِ لا تُحصوها).
  ‏
3.  ‏استشعار عظمة الله: فعلي المسلم أن يستحضر في كلّ أوقاته عظمة الله تعالى، وقدرته المطلقة، وإرادته، ورحمته بعباده، ويستشعر في نفسه أنّ الله -تعالى- غنّيٌ عن عباده، وأنّ الله -تعالى- يُنعم على عباده، ويزيدهم، ويبسط لهم من النعم الوفيرة ما تسعد بها أنفسهم، وتُجبر بها خواطرهم، رغم تقصيرهم في حقّ الله -تعالى- في بعض الاوقات والأحوال، فلذلك فإنّ على المسلم أن يتذكرّ دائمًا أنّ الله -تعالى- قادرٌ على كل شيءٍ، وقادرٌ على وهب النعمة، وقادرٌ على سلبها أيضًا، ودليل ذلك قول الله- تعالى-: (وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).
  ‏
4. التفكر في الآخرة: فإن على المسلم دائمًا أن يجعل محطّ تفكيره الآخرة ونعيمها، وأن يفكر في الأمور التي توصله إلى جنات النعيم، وتُبعده عن العذاب الأليم، وشكر الإنسان لله -تعالى- له جزاءٌ وثوابٌ من الله، فإذا تأمل المسلم الجزاء الذي أعده الله في الآخرة من نعيمٍ وثوابٍ، وفي الدنيا من زيادةٍ للنعم، فإنه يزيد من شكره لله -تعالى-، ويستمر على ذلك.

5. تأمل أحوال الناس: فإن على الإنسان دائمًا أن ينظر إلى من هو أقل منه؛ حتى يشعر بعظيم ما هو فيه، فإذا تأمل الإنسان أحوال الفقراء، والمحتاجين، والمساكين، علم أنّه في نعمةٍ كبيرةٍ، وأنّه يتمتع بنعمٍ عظيمةٍ لا يملكها كلّ الناس، فيزداد شكره لله تعالى،وحيث قال الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (انظروا إلى من هو أسفلَ منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقَكم ، فإنه أجدَرُ أن لا تزدَروا نعمةَ اللهِ عليكم).