خطيب المسجد الحرام: بالقرآن الكريم يرفع الله أقواما ويضع آخرين

قال الشيخ الدكتور عبدالله الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن القرآن الكريم نور لمن وفقه الله سبحانه وتعالى يرفع به أقواما ويضع به آخرين ، فمن أخذ به وعمل كان من السعداء عند الله ، ومن هجره وأعرض خاب وخسر في دنياه وأخراه ، وكان من أشقى الأشقياء .

وأوضح «الجهني» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه قد نظم هذا الكتاب العظيم حياة البشر في منهج قويم من جميع الجوانب ، فمن جانب علاقته بربه أوضح له العقائد الإلهية وما يتبعها من الغيبيات في أركان الإيمان الستة ، وفصل له في العبادات ، ثم نظم قواعد المعاملات التي يرتبط بها البشر بعضهم ببعض.

وأضاف أن القرآن الكريم قد وحد بينهم بالأخوة في الإسلام ، فقال تعالى : « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»، وأقام بناء الأسرة على قواعد المحبة والحقوق والرحمة والواجبات المتبادلة .

واستشهد بما قال تعالى : « وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » الآية 228 من سورة البقرة ، كما نظم طريق الكسب والمعيشة في خصوص المال عصب الحياة ، فقال تعالى:  « فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ » ، ونظم ميزان العدل في الأرض قال تعالى:  لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ».

وأشار إلى أنه وضع السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتتنفيذية في هذه الآية الواحدة ، وأكثر من ذلك ، كلها معان سامية وتوجيهات حكيمة ومناهج قويمة ، وصدق الله إذ يقول : « إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشّرُ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا».