الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جبروت امرأة | عذبت طفلين في كفر الشيخ.. والمحكمة تعاقبها بالمؤبد وتوجه لها رسالة قاسية

صورة أرشيفية - تعبيرية
صورة أرشيفية - تعبيرية

"جبروت امرأة".. هذا أقل وصف لهذه القصة الشنيعة، فلم تعرف الرحمة طريقها إلى ربة منزل بإحدى قرى محافظة كفر الشيخ، بعد أن فقدت أبسط معاني الإنسانية، وتجردت من مشاعر الرأفة والرفق، فأقدمت على تعذيب طفلين كانا في كنفها بعد سجن والدتهما، بحرق جسديهما وأجزاء حساسة منهما بالنار.

الطفلة "شروق" وشقيقها "عبد الله"، أوقعهما حظها العسر، في كنف هذه السيدة المتهمة بتعذيبهما، فهي طفلة عمرها "4 سنوات"، وشقيقها "عامان"، تزوجت أمهما من رجل، مقيم بإحدى قرى مركز الرياض، وكان الصغيران يسكنان مع أمهما وزوجها، وسرعان ما اتُّهِمَت والدتهما في قضية سرقة بالإكراه، وعوقبت بالسجن لمدة 7 سنوات.

وشاءت الأقدار، أن يدخل زوج الأم، السجن هو الآخر، ووالده- أيضًا- بعد أشهر بسيطة، ليعيش الطفلان مع زوجة الأخير "حَمَى أمهما"، فبدلًا من أن تحنو على الطفلين البائسين، أذاقتهما العذاب ألوانًا، بحرقهما، حتى سمع الجيران استغاثة الطفلين وأبلغوا الشرطة.

لم يجد الجيران حلًا لإنقاذ الطفلين، سوى إبلاغ مركز شرطة الرياض، بقيام "ج.ح"، ربة منزل، 40 سنة، مقيمة بعمارات المثلث بالرياض، بالتعدي على طفلة تدعى "شروق" 4 سنوات، وشقيقها عبد الله عامان، يقيمان معها، بالضرب، وإحداث إصابات متعددة بهما، وتم إخطار اللواء محمود حسن، مدير أمن كفر الشيخ آنذاك.

وعلى الفور، انتقل الرائد جمال عبد الناصر، رئيس مباحث مركز الرياض آنذاك، وتبين وجود آثار تعذيب وحروق بأماكن حساسة بجسديهما، وتم نقل الطفلة المجني عليها وشقيقها إلى مستشفى كفر الشيخ العام، لتلقي العلاج اللازم، وتبين أن المتهمة مسئولة عن رعاية الطفلين؛ لقضاء والدتهما عقوبة في السجن.

وألقى رجال المباحث القبض على المتهمة، وحرر رجال الشرطة عن ذلك المحضر رقم 5732 لسنة 2019، جنح مركز الرياض.

وبعرض المحضر على نيابة مركزي الرياض وكفر الشيخ، قررت- بإشراف المستشار ياسر الرفاعي، المحامي العام لنيابات كفر الشيخ الكلية- حبس المتهمة، احتياطيًا، وإحالتها عقب ذلك، إلى محكمة الجنايات.

وعاقبت محكمة جنايات كفر الشيخ، الدائرة الأولى، برئاسة المستشار بهاء المري، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين محمد الشرنوبي، ويوسف عدلي، وسكرتارية محمد رضا، المتهمة بتعذيب الطفلين، بالسجن المؤبد.

ووجه المستشار بهاء المري، رئيس محكمة جنايات كفر الشيخ، رسالة إلى المشرع والمتهمة بتعذيب طفلين وحرقهما في أماكن حساسة، قبل النطق عليها بالسجن المؤبد.

وقال القاضي، موجهًا حديثه إلى المتهمة، "طفلةٌ لم تَبلغَ الرابعةَ من عُمرها، ويُهتَكُ عِرضُها بإحراقِ مَوضِعَ عفتِها؟، وتُنزعُ أظفارُها؟، ويُكسَّرُ عَضَدُها وساقُها؟، فيتخلفَ لديها عاهة؟! ".

وتابع، وطفلٌ آخرَ لم يَبلغَ العامَين، يُحرَقُ عُضوُهُ الذَّكريّ وفروةُ رأسهِ؟ ويُتركُ حتى يتقيَّح؟! ... ومِنْ عصَا وحديدةٍ لتكسير العِظام، إلى مِلعقةٍ بعد إحْمائِها للإحراق، إلى أداةٍ لنَزع الأظفار؟!  

واستطرد، رئيس محكمة الجنايات قائلًا، هل كان ذنبُهُما أنْ سُجنَ والداهُما وتُركَا في رعايتكِ؟! .. ألهذا الحدِّ تكونُ القسوة؟! .. ألهذا الوقتِ من هذا العَصرِ، يكونُ مثلُ هذا السلوكِ في ارتكاب الجُرم؟!.. هل بين جَنبَيْكِ قلبٌ يَنبض؟!.

واختتم رئيس المحكمة، "إنَّ ما جِئتِهِ شُذوذٌ وتَنكيلٌ اعتَرفتِ به وكأنه تتباهَيْن؛ الأمرُ الذي لم يَسَعْ المحكمةُ معهُ إلاَّ أنْ تُنزلَ بكِ حَدَّ العقاب الأقصى، بل إنها لتَراهُ - وهو الأقصَى- قليلًا. 

ووجه رئيس محكمة جنايات كفر الشيخ، رسالته للمشرع، قائلًا، أمَّا بمناسبة للطفلَينِ المنكُوبَينِ، اللذان لا حاضنَ لهما، وقد سُجن الوالدان، فالمحكمة تُهيبُ بالمشرع، النص، بوضع التصرفِ في الأطفالِ موضعَ اعتبار، في نص التجريم المنطبق في حال حبس الوالدين معًا لجُرم قد يرتكباه، كالتصرفِ في الأحراز التي حرصَ على قولِ الكلمةِ فيها عند الحكم.