الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حتى لا نضطر للبقاء في منازلنا ثانيةً !!


أعتقد أن أربعة أشهر كاملةً قضيناها في المنازل، كانت كفيلة لإعطائنا الكثير من الدروس، كما أدت  لإحداث الكثير من المشاكل الأسرية، نتيجة الضغط والكبت وعدم رؤية مناظر أو شوارع، إلا في أضيق الحدود، خاصةً لمن اعتادوا على الذهاب بشكل يومي لعملهم ومقابلة وجوه مختلفة والقيام بمهام عمل شيقة.. فكل هذه الأسباب التي سبق وذكرتها من الممكن أن تتسبب في صدمة نفسية للشخص "الحيوي".. 


وأحمد الله كثيرًا أنني كنت ممن حالفهم الحظ وكنت أخرج للعمل يومين في الأسبوعين، فالصدمة كانت أقلن ولكن مازال بقايا هذه الأيام وتوابعها في الذاكرة.


أعترف أن هناك نوعٌ آخر من العاملين في الدولة، ممن استمتعوا لمجرد "جلوسهم" في منازلهم، للنوم أو الأكل أو ما يرون فيه أنفسهم، وتلك الشريحة، مع الأسف، هي التي أعتبرها "عالة" على الدولة، فهؤلاء يذهبون للعمل وكل ما في تفكيرهم، كوب الشاي وساعة الانصراف من العمل، ولهم عند الله حساب، على إهدار ساعات العمل وأوقاته فيما لا يفيد أو يعود بالنفع على الدولة.

ولكن ستظل أيام كورونا محفورة في الذاكرة، فهي تشبه إلى حدٍ كبير أيام الحروب، والبقاء في المنازل وصافرات الإنظار، ولكن في شكل مختلف.. والمعركة تبدأ حين يدق جرس الباب أو يأتي للمنزل أحد، فنقوم برش كل أكياس "السوبرماركت" أو تعقيم أحد أفراد المنزل الذي جاء من الخارج، ولا نعلم ماذا يحمل لنا "نحن الأسرة" في جعبته؟!

مع الأسف، منذ العيد وأنا أتابع أحوال الناس في الشوارع، وفجأة وجدت الناس تتخف من الإجراءات الاحترازية أو تكاد لا تعبأ بلبس "الكمامة" الواقية من الفيروس، والناس ترتاد بكثافة الشواطئ في الساحل، لدرجة أن قريبة، قالت لي بالحرف: "الساحل زيرو كورونا".. فمن قال هذا؟ هل وزارة الصحة أو منظمة الصحة العالمية أعلنت أن مصر خالية من كورونا.

 وها هي الأعداد الآن، بعد أن كانت انخفضت الإصابات ووصلت لعدد 112 مُصاب في اليوم الواحد منذ خمسة أيام، تعاود الآن الارتفاع لتسجل اليوم 178.. فما تفسير ذلك سوى كلمة "الاستهتار" من الناس.. عُدنا ثانيةً لما اتبعناه سلفًا، من سلوكيات غير مسئولة، وعدم ارتداء الواقي من الفيروس، والفسح والكافيهات!!!!! 


شعوب العالم تحسد مصر على ما حققته أثناء جائحة كورونا، وأنه بفضل الله الاقتصاد المصري لم ينهار، رغم توقعات الكثيرين.. بل أشادت كبريات المنظمات الاقتصادية العالمية بأداء مصر أثناء الجائحة.. فرجاءً لا تجعلوا منا أضحوكة أمام العالم.

من قلبي: حذَّرَ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أمس الأحد، من حالة التخفيف التي يتبعها بعض المواطنين، داعيًا الشعب المصري، للالتزام باتباع الإجراءات الاحترازية، وعدم الاستهتار أو التخفيف سواء في محيط العمل أو المواصلات العامة أو حتى لمرتادي المطاعم والكافيهات. وإلى أن نحصل على المصل المعالج، نطالبكم بمزيد من الصبر لننجو من هذا الوباء الفتَّاك.

من كل قلبي: إذا لم نستوعب دروس كورونا جيدًا، سندخل في نفق مظلم، وهو الموجة الثانية الشرسة من كورونا، والتي دأبت منظمة الصحة العالمية على التحذير منها، وربما ندخل فيها في أقل من شهر من الآن.. أرجوكم التزموا الحذر واتباع خطوات الحفاظ على السلامة، حتى لا نضطر للبقاء في منازلنا ثانيةً.. اللهم إني قد حذِّرت وقد بلغت.. اللهم فاشهد! 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط