الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الظهار المؤقت وأقوال الفقهاء فيه

حكم الظهار المؤقت
حكم الظهار المؤقت وأقوال الفقهاء فيه

الظهار المؤقت هو المحدد بمدة زمنية معينة، كأن يقول الزوج لزوجته: "أنتِ عليّ كظَهْرِ أمي ليومٍ أو لشهرٍ"، واختلف العلماء فيما يترتب على الظهار المؤقت، وذهبوا في ذلك إلى قولين، بيانهما فيما يأتي:
 ‏
‏- القول الأول: قال جمهور العلماء؛ من الحنفية، والحنابلة، والشافعية، بجواز التأقيت في الظهار، وزوال أثره بانقضاء المدة المحددة، دون ترتب الكفارة على الزوج، إلا أنها تترتب إن وطأ زوجته خلال المدة المحددة، واستدلوا بما رُوي عن سلمة بن صخر البياضي، أنّه قال: (ظاهَرْتُ مِن امرأتي حتى يَنْسِلَخَ شهرُ رمضانَ، وأَخْبَرَ النبيَّ أنه أصابَ فيه، فأمَرَه بالكفَّارةِ).

- ‏القول الثاني: قال المالكية إن لفظ الظهار المؤقت لا يصح، ويقع مؤبدًا؛ أي أن التأقيت يسقط، ويكون ظهارًا، لا تحل الزوجة به، إلا بأداء الكفارة، إذ اللفظ يُحرم الزوجة، ولا يُحدد بمدة، قياسًا على الطلاق.


 يمين الظهار وكفارته:

 يمين الظهار الذي يقوله بعض الأزواج لزوجاتهم بحمل شيئين الأول: إذا كانت نية الزوج الانفصال عن الزوجة بالفعل وتصبح مثل أمه محرمة عليه؛ فهو يقع به طلاق .

و النية الثانية هو ان يكون الزوج في نيته أن تبقى الزوجة في عصمته ولكنه يريد هجرها في المنزل وهذا لا يقع به طلاق وكفارته الاستغفار والتوبة فقط.


يمين الظهار والطلاق:

 يمين الظهار ليس طلاقا وإنما حرام شراعا ويجب فيه الكفارة ولا يثبت هذا اليمين الا بلفظ كلمة "الظهار" وكان أحد أنواع الانفصال في الجاهلية.

و بداية سورة المجادلة نزلت في هذا عندما قال الصحابي هلال ابن أمية لزوجته خولة بنت حكيم : "انتي عليّ كظهر أمي" فأنزل الله تعالى "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها" الى نهاية الآية.

 كفارة يمين الظهار قبل الرجوع للزوجة صيام شهرين فإن لم يستطع يطعم عن كل يوم مسكينًا.


أركان الظهار وشروطه:
 ‏
بين العلماء أركان وشروط الظهار، فيما يأتي بيانها وتفصيلها:


1. الزوج: ويطلق عليه المُظاهِر، ويشترط فيه أن يكون عاقلًا، بالغًا، مُختارًا، وهي ذات الأمور المشروطة في المُطلِّق ليقع الطلاق منه.


2. الزوجة: ويُشترط فيها ما يُشترط لوقوع الطلاق عليها، وإن كانت في العدة من طلاق رجعي، سواءً كان الظهار قبل الدخول، أم بعده، ولا يصح الظهار من الأجنبية، كأن يقول الرجل لأجنبيةٍ عنه: "إن تزوجتكِ فأنتِ عليّ كظَهْرِ أمي".

3. ‏الصيغة: والصيغة في الظهار إما أن تكون صريحةً، أو كنائيةً، ومن أمثلة الألفاظ الصريحة؛ أن يقول الرجل لزوجته: "أنتِ عليّ كظَهْرِ أمي"، أو يقول: "أنتِ معي، أو عندي، أو لي كظَهْرِ أمي"، ومن الألفاظ الصريحة أيضًا؛ قول الرجل لزوجته: "أنتِ عَلَيّ كبَدَن أو جسم أمي"، وكذلك إن ذكر أي جزءٍ من زوجته، كأن يقول: "نِصفُكِ، أو رُبعُكِ"، ومن الصِيغ الكنائيّة؛ أن يقول الرجل لزوجته: "أنتِ عَلَيّ كرُوح أمي، أو رأسها"؛ فحينئذ يُنظر في نيته؛ فإن أراد الظهار وقع ظهاره، وإن أراد غير ذلك لم يقع، باعتبار الألفاظ الكنائية تُفيد الظهار، وغيره، كما قد تُستخدم في العُرف لغير الظهار، فكان لازمًا تحديد النية. 


4. ‏المُشبه به: وهو الطرف الذي يقع عليه تشبيه الزوجة به؛ كالأم، وغيرها من النساء المحرمات على الزوج حُرمةً مؤبدة، سواء كان سبب التحريم النسب، أو المُصاهرة، أو الرضاعة، ويستثنى من ذلك من كن حلالًا للزوج في وقت ما قبل التحريم، مثل: زوجة الابن، والمُرضعة.