الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عم محمد "الخمسيني" أكبر ناجح في الثانوية العامة: أحلم بالدكتوراه| فيديو

محمد عبد المعطي -
محمد عبد المعطي - أكبر ناجح في الثانوية العامة 2020

"العمر مجرد رقم" هذه الجملة كانت الدافع الحقيقي لرجل مصري حقق حلمه باستكمال الدراسة بعد أكثر من أربعة عقود، لم يفكر إلا في كيفية طموحه وحلمه المكون من  4 محطات تحققت الأولى منها.


تواجد "صدى البلد" بمنزل محمد علي عبد المعطي أكبر طالب في الثانوية العامة لعام 2020، حيث نجح في المرحلة الثانوية بمجموع 63%، رغم أن عمره 55 عاما وإصابته بعدة أمراض مزمنة مثل الضغط وأمراض القلب إلا أنه لم يعبأ بذلك، إيمانا بأن البدء الآن خير من ألا تبدأ.


يروي "عم محمد " تفاصيل الرحلة التعليمية التي تأخرت أربعين عاما، وكان قد أنهى المرحلة الإعدادية ثم التحق بأحد المعاهد الخاصة دون الدراسة بالمرحلة الثانوية، انشغل بمتطلبات الحياة، عمل وزواج وأبناء، عام تلو الآخر والحلم يراوده حتى لاقى تشجيعا من ابنته: "قالتلي ما تقدم يا بابا وندرس سوا !" كما قال.


لم يتردد عبد المعطي وقدم أوراقه بالإدارة التعليمية بمنطقة الشرابية قبل 3 أعوام، كانت هذه أولى خطوات النجاح في رأيه لتحقيق حلمه للالتحاق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، "زمان الظروف مسمحتش"، لم يعلم أي من أقاربه أو أصدقائه أنه عاد طالبا، درس في صمت بدون اللجوء إلى الدروس الخصوصية أو كتب جاهزة، قائلا: "اعتمدت على كتب الوزارة بس".


قسّم عبدالمعطي يومه لعدة مراحل زمنية، منها العمل وفترة يقضيها مع الأسرة وفترة الدراسة ومدتها حوالي ساعتين إلى 3 ساعات يوميا على حد وصفه، وعلى الرغم من أن الدفعة الحالية ملقبة بدفعة كورونا إلا أنه تعرض لحادث آخر أكثر خطورة في فبراير الماضي، جعله يلزم الفراش لمدة 5 أشهر حتى التأمت الجروح والعظام.


هذه الفترة كان استغلالها الأمثل في الدراسة فقط، حتى جاء موعد الامتحان حيث تعرض للعديد من المواقف الطريفة أبرزها معاملة كل المحيطين له في لجنة الامتحان على أنه أحد المراقبين، أو أنه يمزح بادعاء أنه طالب، ولم يصدق الطلبة أنه طالب مثلهم إلا بعد انتهاء الامتحان الأول.


يرى عبد المعطى أن الشباب ما زالوا يملكون فرصة الدراسة والتعلم والتغيير، وعليهم حُسن استغلالها، "متتأخروش في تحقيق حلمكم"، فـ حلمه هو الالتحاق بكلية الحقوق ثم استكمال دراسته بالدراسات العليا ماجستير ودكتوراه، وعندما يعرف أحد أن هذه أحلامه يسخر منه "يعني هتخلص وانت عندك 67 سنة !".


يقول أكبر طالب في الثانوية العامة إنه لا يعبأ بهذه الكلمات التي هدفها إحباطه وتراجعه عن طموحه، مناشدا وزير التعليم العالي مساعدته على تحقيق حلمه بدخول كلية الحقوق ويقول: "لو مجموعي قليل أتمنى يجيلي منحة وأدخلها حتى لو انتساب".

-