الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد الشافعي يكتب: مسمار جحا الإيراني "تخاريف ايرانية"


كلام في منتهى الخطورة، ليس كلامي، ولكنه ماورد في حديث الدكتور عبد الله النفيسي - المفكر والمحلل السياسي الكويتي في لقائه مع الاعلامي عبد العزيز قاسم في برنامجه ( حراك ) المذاع على قناة فور شباب الثانية ظهر الجمعة (29) مارس الماضي في معرض حديثه عن إيران وما تقوم به في المنطقة العربية بشكل عام وفي مصر بشكل خاص ، حيث قال بالحرف الواحد :
"زرت مصر قبل ايام، ووجدت نشاط لإيران في مصر ، لأنهم يريدون كسب مصر وأخذها من العرب. وقال لي أحد كبار المسؤولين المصريين أنه حضر لقاء علي أكبر صالحي وزير خارجية إيران مع الرئيس محمد مرسي - في (9) يناير الماضي بقصر الاتحادية .
قال له صالحي: الآن نضع على هذه الطاولة 30 مليار دولار إن فتحتم سفارتكم بايران وفتحنا سفارتنا بمصر. وسنضمن لكم سنويا 5 مليون سائحا يأتونكم سنويا. وسنرسل لمصانعكم المتوقفة عن الانتاج خبراء فنيين لإعادة تشغيلها، وهي مصانع يفوق عددها الألفان مصنعا.
قال له مرسي: وماذا تريدون في المقابل؟ قال صالحي: نحن نريد منكم الآتي:
تسليمنا جميع المساجد التي بناها الفاطميون في مصر، ونريد صحيفتين تنطق بلساننا داخل مصر، وعودة السفارات.
ولكن الرئيس مرسي أجابه بأننا سندرس هذا الأمر".( إنتهي كلامه )
إذن فالعرض الإيراني محل دراسة من قبل الرئاسة ، ويظل هذا الكلام صحيحا طالما لم يصدر من الرئاسة ما ينفي ما ورد في هذا الحديث ، كما أن الصمت الرئاسي على مثل هذا الكلام يضيف المزيد من الغموض ويثري الشائعات عما يدور في كواليس قصر الاتحادية ولا يعلم عنه أحد ، سوى ما يتم تسريبه بقصد أو بدون مثل هذا الحديث.
قبل سنوات لم نكن نسمع عن الشيعة في مصر ، بالرغم من المحاولات الايرانية التي لم تتوقف يوما منذ قطعها للعلاقات مع مصر عام 1979 م عقب اتفاقية السلام مع اسرائيل ، والآن أصبحنا نسمع للبعض منهم صوتا ، ونرى لهم مطالب ، ونشاهد لهم حضورا في بعض القنوات الفضائية ، ورغم أن هذه ربما كانت مجرد بذرة صغيرة إلا أن هذه البذرة الصغيرة إن وجدت من يحتضنها ويرعاها فستصبح بذورا ، ثم غابات ، وهذا ما يخشى منه الأن .
وإذا كان أول الغيث قطرة ، فقد وصلت القطرة الأولى ، حيث هبطت أول طائرة تقل سياحاً إيرانيين إلى مصر، بمطار أسوان ، ظهر الجمعة (29 ) مارس الماضي ، وعلى متنها 50 سائحاً، بعد إقلاع أول رحلة جوية من مطار القاهرة إلى طهران، يوم الخميس (28 ) مارس ، منهية 34 عاماً من القطيعة .( جريدة الوطن )
إيران تستغل الوضع الإقتصادي الصعب الذي تمر به مصر والذي ينذر بحدوث انهيار ، وتلوح بمليارتها الثلاثين ، في وقت رفع فيه الأشقاء العرب (بإستثناء السعودية وقطر ) أيديهم عن تقديم الدعم اللازم لمساعدة مصر على الخروج من أزمتها الطاحنة ، وتركوا الساحة خالية للإبتزاز الايراني .
لم نعرف عن الشعب الايراني حبه للسياحة الخارجية : الشاطئية أو الأثرية أو حتى العلاجية، وإنما عرفنا عنه السياحة الداخلية الى النجف وقم وغيرهما من المزارات الشيعية الايرانية .
وبالتأكيد بقدر ما سيكون عليه التقارب المصري الإيراني ، سيكون التباعد العربي المصري ، خاصة الخليجي منه ، فإيران هي عدو دول الخليج الأول لإحتلالها جزر الإمارات الثلاثة ورفضها المطلق التخلي عنها ، وما تحدثه من فتن ونزاعات في البحرين ولبنان والكويت وشرق السعودية ، ودورها في تقسيم العراق ، ودعمها المخزي للنظام السوري الذي يقتل شعبه ، وجهودها الحثيثة في دعم الحوثيين في اليمن للخروج على النظام .
ورغم أن رسالة الشعب المصري الى القادة في ايران كانت واضحة الدلالة عند إستقباله للرئيس الايراني بالأحذية عقب زيارته للمسجد الحسيني بالقاهرة عند حضوره لقمة القاهرة الاسلامية الأخيرة ، حيث تؤكد الرفض الشعبي للمد الشيعي الإيراني وعدم الرضى عما تقوم به إيران من زعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة العربية نتيجة لإثارتها للفتن والنزاعات والقلاقل .
وكما فشلت المحاولات الإيرانية لأكثر من (34) عاما في أن تجد لمدها الشيعي أرضا خصبة في مصر ، فستفشل أيضا هذه المحاولة ولو ضاعفت إيران ملياراتها الثلاثين عشرات وعشرات وعشرات المرات .