الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حتى في ظل الاضطهاد..على جمعة: الإسلام ضرب أبدع الأمثلة في التعايش السلمي

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإسلام ضرب أبدع الأمثلة في التعايش السلمي مع الآخر‏، حتى في ظل الاضطهاد والتعذيب‏، و في هذا يأتي نموذج التعايش بين المسلمين والآخر بعد البعثة النبوية.

وأضاف «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» أنه بعد نزول الوحي لم يترك الرسول –صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه الأوائل ممن آمن بدعوته أشغالهم‏، كما لم يحبسوا أنفسهم عن الناس وعن التجارة والسفر رغم ما عانوه من اضطهاد قريش‏

وأكد عضو هيئة كبار العلماء أنه‏ لم يرفض المسلمون التعايش مع الآخر، بل إن الآخر - أي مشركي قريش-‏ هم من قاموا بنبذ المسلمين ورفض التعامل معهم‏,، وفرضوا حصارا على المسلمين في شعب أبي طالب ثلاث سنوات‏, ‏حتى اشتد بهم البلاء‏,‏ ولجأ الصغار إلى أكل ورق الشجر‏.

وتابع المفتي السابق أنه ‏وصل الظلم مداه إلى أن كره عامة قريش ما أصاب المسلمين، وأظهروا كراهيتهم لصحيفتهم الظالمة‏,‏ فنقضوها (‏السيرة النبوية لابن كثير)، كما لم يهجر الرسول - صلى الله عليه وسلم- الكعبة‏, ‏ولم يمنعه وجود الشرك وكثرة الأصنام فيها عن ارتيادها‏.


واستشهد المفتي السابق بما روى عن ابن مسعود – رضى الله عنه- قال‏: ‏«والله لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالكعبة‏ -أي عندها-‏ ظاهرين آمنين‏, ‏حتى أسلم عمر بن الخطاب‏, ‏فقاتلهم حتى تركونا‏,‏ فصلينا‏ -أي وجهروا بالقراءة-‏ وكانوا قبل ذلك لا يقرءون إلا سرًا».‏

وتابع أنه لم يسلم الرسول – صلى الله عليه وسلم- نفسه من الإيذاء على يد قريش‏، فقد سئل ابن عمرو بن العاص عن أشد شيء صنعه المشركون بالنبي – صلى الله عليه وسلم- فقال‏: ‏بينا النبي - صلى الله عليه وسلم- يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط‏، فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا‏,‏ فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي، وقال‏: (‏أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله‏) (‏رواه البخاري).‏

وواصل أن الصحابة وجدوا كذلك من صنوف العذاب ألوانا على يد مشركي قريش‏، ‏إذ وثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر‏, ‏ليفتنوهم عن دينهم.‏

ونبه أن رسول الله – صلى اله عليه وسلم- كان يحثهم على الصبر وقوة التحمل إلى أن يجعل الله لهم مخرجا‏، قال خباب‏:‏ أتيت النبي – صلى الله عليه وسلم- وهو متوسد بردة‏,‏ وهو في ظل الكعبة‏,‏ وقد لقينا من المشركين شدة فقلت‏:‏ ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال‏: «لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه‏,‏ ويوضع المنشار على مفرق رأسه‏،‏ فيشق باثنين‏، ما يصرفه ذلك عن دينه‏,‏ وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله»، (‏رواه البخاري).‏

وأكمل أنه لما سمع المسلمون ذلك تقووا وازدادوا في الثبات على العقيدة والصبر على البلاء‏,‏ فهذا سيدنا بلال بن رباح‏، ‏يوضع الحجر العظيم على صدره‏,‏ ويقال له‏: ‏لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى‏, ‏فيقول وهو في ذلك البلاء‏: «‏أحد أحد»، فمر به أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوما فاشتراه وأعتقه. (‏السيرة النبوية لابن هشام).