تلقي الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، سؤالًا تقول صاحبته: « تقدم لى عريس ممتاز خلقًا ودينًا ولكن لم يعجبنيشكله فهل يمكن أن أرفضه لهذا السبب، أم أن هذا عدم قبول لنعمة الله ؟».
وأجاب « جمعة» في فيديو عبر صفحته
الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» قائلًا: «أما من ناحية الجواز؛ فالرفض جائز، لكنه هو ضد
الحكمة، لأنه غاب عنك قوله- صلى الله عليه وسلم-: « من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه
إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».
وتابع عضو هيئة كبار العلماء: «هذا ما يحدث كثيرًا، إضافة إلى أن عدم زواج البنت
يسبب أضرارًا نفسية ودينية واجتماعية إلخ، وأنها إذا تزوجته لدينه وخلقه فإن الله –
عز وجل- يؤدم بينهما، أي: ينزل المحبة التي لم تكن منظورة من قبل».
واستشهد المفتي السابق بقوله - تعالى-: «يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ»، (سورة البقرة: الآية 269).
وأشار إلى أنه روى عن السلف أن امرأة ذات جمال تزوجت بضرير دميم،
فسألوها: "لماذا تزوجته؟"، فردت: " قرب الوساد وطول السواد"، يعني وجود العشرة
والألفة، والألفة ترفع الكلفة، وهذا عند الحكماء العقلاء.
وفي وقت سابق، ورد إلى الدكتور علي جمعة، سؤال يقول صاحبه: "تقدم لابنتي شاب مهذب، ولكنه لا يصلي، وأعلم أن ابنتي تحبه
وتريده، فماذا أفعل؟".
وأجاب جمعة، في فيديو له، أن العباد لا يعلمون الغيب، والذي يعلم
الغيب هو الله، ورسول الله يبلغ عن الله، ويترجم عن مراد الله، ولذلك نلجأ
للنصائح، لأننا لا نعلم الغيب، ومن رحمة الله علينا، إرساله لنا رسولا، فأحدث لنا
ما نستهدي به في حياتنا، فقال النبي "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه،
إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
وألمح إلى أن النبي اشترط في حديثه شرطين، وهما أن يكون الخاطب صاحب دين أولا، ثم صاحب أخلاق ثانيا، منوها بأن هذا الذي لا يصلي قد ترك أعلى شيء في الدين، فالصلاة هي عماد الدين، ورسول الله يرشدنا بعدم الزواج ممن لا يصلي.