الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مكرمة في المسيحية والاسلام.. القصة الكاملة لعيد السيدة العذراء مريم

السيدة العذراء مريم
السيدة العذراء مريم

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم  السبت بتذكار إصعاد جسد السيدة العذراء مريم، وهو العيد الذى يسبقه فترة من الصوم تبلغ 15 يوما، حيث أقيمت القداسات في مختلف الكنائس مع اتخاذ الاجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد.

وتبدأ قصة «عيد السيدة العذراء» حسب ما يروى نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، عند الآباء الرسل تلاميذ السيد المسيح، بعد نياحتها في الحادى والعشرين من طوبة، إذ لم يكُن «توما الرسول» يومئذ حاضرًا بينهم، لٰكنه في عودته من «الهند» شاهد الملائكة حاملين جسد «السيدة العذراء» إلى السماء؛ فبعد رجوعه سأل بقية الرسل عنها فأخبروه بنياحتها، فطلب أن يُروه قبرها؛ فلما ذهبوا لم يجدوا جسدها المبارك! فقص عليهم ما رآه.

أقرأ أيضا ..

الأنبا مارتيروس يترأس قداس تذكار نياحة الأرشيدياكون حبيب جرجس بكنيسة العذراء مهمشة 

الشمس تتعامد على مذبحها.. قداس بمناسبة عيد العذراء بكنيسة صهرجت الكبرى بميت غمر

ويتابع نيافة الأنبا إرميا قائلا، فما كان من الرسل إلا أن قدموا صومًا لله، بدأ «الأول من مسرى» السابع من أغسطس، من أجل أن يسمح لهم برؤية ذٰلك المشهد المهيب ويتباركوا من جسدها، وظلوا صائمين إلى أن حقق الله رغبتهم في السادس عشَر من مسرى الموافق 22 أغسطس؛ فبات عيدًا «للسيدة العذراء».

وحياة "السيدة العذراء" لم تكُن سهلة، بل امتلأت بصعاب وضيقات: ففى سن الثالثة تركت أسرتها لتخدم في الهيكل، وحين أكملت الثانية عشرة تركته لتذهب مع الشيخ الوقور "يوسف النجار" الذي اختارته السماء ليعتنى بها، ثم ولدت طفلها في مذود للبقر! ثم بدأت حرب «هـيرودُس الملك» على ابنها خوفا على ملكه؛ فهربت إلى «مِصر» في رحلة شاقة ممتلئة بالأخطار والأتعاب. أما أشد الضيقات التي كانت سيفًا يجوز في أعماقها، فكانت رؤيتها ابنهـا الوحيد وهو يتعرض لأشد الإهانات والآلامات على «الصليب» ويموت. بل لم تتوقف قساوة «اليهود» حتى بعد نياحتها!! فقد حاول أحدهم التعدى على نعشها!! فانفصلت ذراعاه عن جسده!!! وبصلوات الآباء الرسل عادتا سليمتين بعد أن ندِم الرجل بدُموع.

وتتبوأ السيدة العذراء مريم مكانة عظيمة في قلوب المسلمين ونفوسهم، ولها شرف عظيم ودرجة عالية في دينهم ، ولم يتحدث عنها القرآن الكريم والسنة النبوية إلا بكل احترام وتكريم فهي المرأة العظيمة التي اصطفاها الله قبل أن يخلقها لتخدم بيت الله وتلد بمعجزة إلهية يقول تعالى متحدثا عن مريم البتول: (يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اْصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاْصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينْ )آل عمران 42 .

ومن مكانة السيدة العذراء مريم  لدى المسلمين أن الله ذكرها كثيرًا في القرآن الكريم إذ ذكرها باسمها الصريح أربعا وثلاثين مرة، دون أن يذكر غيرها من النساء باسمها الصريح، بل سمى القرآن الكريم سورة من سوره باسمها وهي المرأة الوحيدة التي سميت باسمها سورة في القرآن الكريم، وهذا دال على عظم مكانتها.

وآيات القرآن الكريم عامة وآيات سورة مريم خاصة تحدثت عن هذه المرأة بكل احترام وتكريم مدافعا عنها ومبرئا لها من أي تهمة أو منقصة يريد أعداؤها إلصاقها بها، فهي الشريفة الطاهرة العفيفة التي أحصنت فرجها وحافظت على عرضها وأطاعت ربها فكانت من القانتين قال تعالى: ( وَالتِيْ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيْهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ ) سورة التحريم   12.