EN
على لوحة انتصارات الملك مرنبتاح، القابعة داخل المتحف المصرى بالقاهرة، حفرت منذ الاف السنين كلمات.. "من يقدم على محاربة ملك مصر فهو أحمق، ومن يهاجم حدود أرضها فلن تشرق عليه شمس الغد، إن مصر هى ابنة رع الوحيدة منذ الأزل، و ملكها هو "ابن رع" الذى يجلس على عرش أبيه، و شعب مصر فى رعاية رع وعنايته"،..تلك الكلمات التى ستظل عنوانا للقوة والارادة المصرية الشامخة والتى تتجسد يوما تلو الأخر فى المواقف والأحداث التى تكون مصر طرفا فيها، ولعل هذا يتجسد فى الانتصار الكبير الذى حققته الارادة والدبلوماسية المصرية التى تسير بخطى ثابتة وبرؤية ثاقبة تنبع من ثعلب السياسة المصرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى فرضت سياسته الرشيدة الرؤية المصرية فى الملف الليبي، والذى شهد تطورات سريعة ومتلاحقة ومهمة خلال الساعات الأخيرة.
تلك التطورات التى جاءت نتيجة طبيعية لدبلوماسية مصرية قوية وخطوط حمراء رسمها الرئيس السيسي برا فى سرت الجفرة وبحرا فى شرق المتوسط، لتضع حدا للأطماع التركية القطرية فى ثروات ليبيا العربية الشقيقة ومصر، وكرسالة واضحة لا تقبل التأويل بأن مصر قادرة وإذا ارادت فعلت ومنعت وفرضت رؤيتها وسياستها مهما كانت قوة التحالفات او المؤامرات.
نجحت الادارة المصرية فى فرض مبادرتها فى الشأن الليبي وعطلت الأطماع التوسعية الاخوانية الارهابية التركية على الحدود المصرية، وها هى حكومة فايز السراج تستجيب للمبادرة المصرية وتشكر القيادة المصرية وتعلن موافقتها الكاملة على وقف اطلاق النار واللجوء للحل السياسي والرغبة فى انتخابات داخلية، ولا عزاء لأردوغان واتباعه الاخوان وفى الحكومة القطرية، وبذلك تتوالى الضربات المصرية للنظامين التركي وتابعه القطري في الملفات الإقليمية المشتعلة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.
فقد أعلنت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، الجمعة وقف إطلاق النار، وأكد رئيس الحكومة فائز السراج انه أصدر "تعليماته لجميع القوات العسكرية بالوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية في كل الأراضي الليبية"، مقدما الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على الجهود المصرية الفاعلة فى الملف الليبى، وكذلك الرسالة التى بعث بها رئيس مجلس النواب الليبى عقيلة صالح والتى وجه خلالها الشكر للادارة المصرية التى تحتضن القضية الليبية وتديرها بحرفية بالغة وبوطنية ومسئولية عالية، مؤكدا ان وقف إطلاق النار يقطع الطريق على أي تدخلات عسكرية أجنبية وينهي تدخل المرتزقة، ومطالبا جميع الأطراف بوقف فوري لإطلاق النار وكل العمليات القتالية، وهو ما رحبت به كافة القوى الدولية والمنظمات والمؤسسات مثمنين الدور والمبادرة المصرية.
وبذلك تسطر الدبلوماسية المصرية بطولة جديدة فى سجل بطولاتها الطويل والحافل بالانجازات..وتحيا مصر..تحيا مصر..تحيا مصر.
