الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرض رسوم على الراسبين يثير الجدل.. أساتذة الجامعات: قرار جيد لوقف استهتار الدارسين.. والطلاب: مش كلنا مستهترين بس ساعات الظروف بتبقى صعبة

طلاب الجامعات
طلاب الجامعات

  • الطلاب : يجب تقليل الرسوم المفروضة على الراسبين لأن المبالغ المعلن عنها كبيرة
  • أساتذة الجامعات: عدد كبير من الطلاب لا يقدرون حجم المبالغ الممنوحة من الدولة لهم للحصول على مجانية التعليم

حالة من الجدل أثيرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي ، بعد أن أعلنت وزارة التعليم العالي، إن الطلاب الراسبين بالجامعات سيتم فرض رسوم عليهم إذا لم يكن لديهم عذر مقبول لعدم تقدمهم للامتحان، حيث قالت الوزارة إن الطالب إذا أراد عدم الدفع في السنوات القادمة عليه النجاح في الامتحانات، وهذا سيتم تطبيقه العام المقبل.

اقرأ ايضا|
مؤشرات تكشف وجود أماكن لطلاب تنسيق المرحلة الثانية 2020 بكليات القمة

وقد وافقت الحكومة على تعديلات قانون تنظيم الجامعات، الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972، بفرض رسم مقابل الخدمات التعليمية على دخول الامتحانات للطلاب الباقين للإعادة، أو الباقين بذات المستوى، من المُلتحقين بنظام الساعات المعتمدة أو النقاط المُعتمدة، وكذلك على المتقدمين للامتحانات من الخارج، ويعمل بذلك اعتبارًا من العام الدراسي 2021/ 2022.

اقرأ ايضا |
تنسيق الجامعات 2020.. نصائح مهمة لطلاب الثانوية العامة قبل تسجيل رغبات المرحلة الثانية

وحدد مشروع القانون الحد الأدنى والأقصى لهذا الرسم، ليكون من "6 ـ 12" ألف جنيه لكليات الطب البشري وطب الأسنان، و"5 ـ 10" آلاف جنيه، لكليات الهندسة والحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي والصيدلة والعلاج الطبيعي، و"4 ـ 8" آلاف جنيه، لكليات الطب البيطري والزراعة والعلوم والتمريض، و"3 ـ 6" آلاف جنيه للكليات والمعاهد الأخرى.

وفي هذا الإطار ، استطلع موقع "صدى البلد" ، آراء عدد من اساتذة الجامعات، حول فكرة فرض رسوم على الطلاب الراسبين .

‎فمن جانبه .. قال الدكتور محمد حسن عبد العظيم عميد كلية التجارة بجامعة القاهرة ، أن فكرة فرض رسوم على الطلاب الراسبين تعتبر خطوة ممتازة  ، لان هناك عدد كبير من الطلبة مستهترين فى حياتهم العلمية .

وأوضح عبد العظيم، في تصريحاته لموقع صدى البلد ،  أن هذا القرار سيكون دافعا لهؤلاء الطلاب ، حتى يجتهدوا فى تخصصاتهم الدراسية سواء فى الكليات العلمية او النظرية . 

‎وفي سياق متصل، أشار الدكتور جمال صيام عميد كلية الزراعة بجامعة القاهرة ، الى أن فرض رسوم على الطلاب الراسبين سيكون له اثر ايجابى وآخر  سلبى.
وأكد أن الأثر الإيجابي سيتمثل في التزام الطلاب بالدراسة ، ورسوخ احساس المسؤولية لديهم تجاه دراستهم ، كما سيجعلهم حريصين على الاهتمام بها بشكل افضل وهو الامر الذي لن يتسبب اهدار اموال الدولة التى يتم منحها لطلاب الجامعات .

‎وأضاف قائلا : اما الاثر السلبى ، فيكمن في وجود بعض الطلاب الذين يعانون من سوء ظروفهم المادية ، مشيرًا إلى أن هذه الظروف هي التي تؤدي بهم الى الرسوب ، وبناء عليه  سيكون من الصعب عليهم أن يتحملوا مشقة دفع رسوم اضافية نظير وقوعهم في فخ الرسوب بشكل غير مقصود.

‎وعلى جانب آخر .. أكد الدكتور أحمد عطية عميد كلية الصيدلة السابق بجامعة القاهرة ، ان هذا القرار سليم بنسبة 100% ، لان عددا كبيرا من الطلاب لا تعرف المبالغ التى تمنحها الدولة لهم من اجل الحصول على مجانية التعليم.

وعبر عطية عن استياءه الشديد من حالة الاستهتار التي تصيب عددا من الطلاب الذين يتعمدون الرسوب أكثر من مرة في الكلية ، دون تقدير لحجم الاموال التي تنفقها الدولة عليه طوال فترة وجوده في الكلية.

وقال عطية : إن فرض رسوم على الطلاب الراسبين في الجامعات ، سوف يحث الطالب على الالتزام والنظر الى مستقبله الدراسي بشكل مختلف خلال الفترة المقبلة.

وفي الاطار نفسه ، أكد الدكتور خالد عبد البارى رئيس جامعة الزقازيق سابقا ،  أن قرار فرض رسوم على الطلاب الراسبين هو  قرار هام جدا فى هذة الايام لجعل الطالب حريص على دراسته.

وأوضح أنه بالنسبة للطلاب غير القادرين او من لديهم ظروف خارجة عن ارادتهم تتسبب في رسوبهم؛ فعليهم أن يقدموا عذرهم للجامعة، لاعفاءهم من دفع رسوم الرسوب، لنكون  بذلك قد حقننا الهدف من القرار.

كما رصد موقع "صدى البلد" آراء عدد من الطلاب وأولياء الأمور، حول فكرة فرض رسوم على الطلاب الراسبين الباقين للإعادة.

وقال "أحمد محمد" الطالب فى كلية الهندسة، انه يرفض القرار ووصفه بالقرار غير العادل.  

وأضاف: من الطبيعي ان نسبة استيعاب كل طالب تختلف عن الاخر ، وبالتالي فليس غريبا ان نجد طلاب راسبين و اخرين ناجحين.

وأشار أحمد إلى أن القرار سيشكل ضغطا على الأسرة التي يرسب ابنها بسبب ضعف قدرته الاستيعابية ، على الرغم ان هذا الرسوب ليس تقصيرا منه.


ولفت الطالب إلى أنه في ظل الازمات المادية التي تعيشها الكثير من الاسر حاليا خاصة بعد فترة الكساد التي تسببت فيها ازمة فيروس كورونا مؤخرا ، قد يؤدي هذا القرار الى فصل الطالب غير المقتدر من الجامعة لعدم لقدرته على دفع رسوم الرسوب وهو الامر الذي سيهدد مستقبله.

وشدد الطالب على أنه اذا لم يكن هناك أي مفر من تطبيق هذا القرار ، فيجب تقليل الرسوم المفروضة على الراسبين ، لان المبالغ المعلن عنها كبيرة جدا فلا يستطيع طالب سداد مبلغ 12 الف لانه راسب، ولكن ربما لو أصبحت من 2000 إلى 3000 كحد أقصى، ربما تكون مقبولة.

فيما اشارت دنيا ابراهيم طالبة في كلية الحاسبات والمعلومات ، إلى أن القرار مخيف اكثر بالنسبة لأولياء الأمور ، لان الطلاب معتادي الرسوب يكون لديهم شعور بالـ لا مبالاة وبالتالي لن يهتموا بمثل هذا القرار ، وسيكون العبئ كله على الاهالي فقط.
 
وقالت : ان الحل من وجهة نظري أن يتم وضع عدد محدد من مرات الرسوب المسموح بها لكل طالب ، ومع تجاوز عدد المرات المسموح بها يفصل الطالب نهائيا  من الكلية ، مشيرةً إلى أنه إذا وضع هذا البند ستصبح فكرة تكرار الرسوب امر مستحيل بالنسبة للطلاب.

ولفت إسلام رجب الطالب بكلية الآداب ، إلى أنه يرفض هذا القرار ، حيث قال : ارى ان يتم حرمان الطالب الباقي للإعادة من الحصول على الدرجة الكاملة فى المرة الثانيه لدخول الامتحان .

واقترح اسلام ان يتم الاستمرار في تحصيل زيادة فى المصروفات الجامعية على كل ماده الواحدة يرسب الطالب فيها ويعيدها للمره الثانية ، مشيرًا إلى أنه بهذه الطريقة يتم معاقبة الطالب الباقي للإعادة بطريقة عادلة.

وقالت رحاب عمر الطالبة بكلية الهندسة ، أن القرار كان سيكون أفضل إذا كان الطالب قد رسب فى نفس السنة مرتين ، ففي هذه الحالة لابد أن يطبق عليه الغرامة على ان تكون قدرها معقول "ألفين جنية على سبيل المثال " ، خصوصا أن هناك ظروف تعوق الطالب على النجاح. 

ونوهت سارة حسين الطالبة بكلية الآداب بجامعة عين شمس ، الى ان هذا القرار لابد ان يكون له ضوابط ، لان بعض الطلاب يرسبون لمجرد انهم لم يشتروا الكتاب الخاص بأستاذ المادة، ولذا فالامر يحتاج لمزيد من الرقابة لمعاقبة من يتعمد الرسوب وليس من يرسب ظلما.

وكان الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قد صرح بأن مجانية التعليم لا بد أن يتم منحها لمن يستحقها، وليس للراسبين.

وتابع وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن رسوب الطالب في الأعوام الدراسية يعني تفريطه في حقه بمجانية التعليم.

وأشار وزير التعليم العالي إلى أن الرسوم المفروضة بقرار وزاري على الطلاب الراسبين في الجامعات، لا تمثل 15% من التكاليف التي تتحملها الدولة في العملية التعليمية.

ولفت وزير التعليم العالي ، إلى أن تزايد عدد الطلاب الراسبين يؤثر على التحاق الطلاب المستجدين، ويقلل من جودة التعليم نتيجة التزاحم بين الطلاب.

وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن فرض رسوم علي الطلاب الراسبين ليس له أي هدف مادي، مشيرا إلى أن التعليم مجاني لكن الرسوب غير مجاني.

وأشار إلى أن مجانية التعليم ليست كفالة مدي الحياة، موضحا أنه يجوز لرؤساء الجامعات منح اعفاءات في رسوم رسوب الطلاب.

وأكد وزير التعليم العالي أن غياب الطالب عن امتحانه نتيجة لعذر قهري لا ينطبق عليه قرار فرض رسوم الراسبين.