في مأساة إنسانية هزت منطقة البراجيل بمحافظة الجيزة، قتلت الطفلة رقية بطلق ناري في أثناء وقوفها داخل شرفة منزلها بـ"رصاصة في الرأس" عقب إطلاق عريس، طلقات من سلاح ناري، وسط الشارع؛ ابتهاجا بزفافه، فاخترقت الرصاصة رأسها، في حادث ترك جرحًا عميقًا داخل أسرتها، وأثار حالة واسعة من الغضب والحزن بين الأهالي.
وبينما تواصل النيابة العامة تحقيقاتها لكشف ملابسات الواقعة والمسؤولين عنها، يروي "مصطفى" والد الضحية، تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة ابنته، وما جرى منذ لحظة اكتشاف إصابتها وحتى تسلمه جثمانها، مؤكدًا تمسكه بحق ابنته الكامل في العدالة وعدم التنازل عنه تحت أي ظرف.
رصاصة أصابت ابنتي في رأسها وهي داخل الشرفة.. واستغاثاتنا لم تجد من ينقذها
قال مصطفى، والد الطفلة رقية فتاة البراجيل في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد ، إنه في يوم الواقعة، ذهب للنوم ولكن سمع صوت صراخ زوجته ووجد ابنته ملقاة على الأرض وغارقة في دمائها، مشيرًا إلى أنه في تلك اللحظة لم يستطع أن يدرك إن كانت على قيد الحياة أم لا نتيجة حالة الصدمة والذهول التي سيطرت عليه.
وأضاف أنه حاول مع بعض الجيران إيقاف النزيف بوضع قطعة قماش على وجهها، إلا أن الدم كان يتدفق بغزارة، مؤكدًا أنه أسرع بحملها والنزول بها إلى الشارع وطلب من أصحاب الزفة المساعدة في نقل ابنته إلى المستشفى ولكن لم يساعده أحد حتى وصلت سيارته من خلال نجله خلال دقائق قليلة، ثم نقلها إلى المستشفى وهو في حالة فقدان كامل للتركيز، لا يرى شيئًا سوى ابنته المصابة بين يديه.
وتابع والد الضحية أنه فور دخولهم قسم الطوارئ تم إدخال الفتاة إلى الداخل، ثم طُلب منه الانتظار خارج الغرفة، قبل أن يحضر رجال المباحث ويسألونه إن كان مؤمنًا بقضاء الله، ليخبروه بعد ذلك بوفاة ابنته، مؤكدًا أنه تقبل الخبر قائلاً: “الحمد لله.. لا إله إلا الله”، قبل أن ينهار من شدة الصدمة.
وأشار إلى أنه علم من الطبيب أن ابنته كانت تقف في شرفة المنزل وقت وقوع الحادث، وأن الرصاصة أصابتها بجانب الأنف وخرجت من أعلى الرأس، وأن الإصابة كانت بطلق ناري مباشر، وهو ما كشف له حقيقة ما حدث بعد أن كان غير مدرك لطبيعة الإصابة في اللحظات الأولى.
وأوضح مصطفى أن قوات المباحث وصلت على الفور إلى موقع الواقعة، وقامت بكسر شقة العريس المتهم، وكذلك شقة والدته داخل المنطقة، وتم تشميع الشقق بمعرفة الشرطة، مؤكدًا أن أسرته لم تقترب من تلك الشقق ولم تكسر بابًا كما تردد، وأن جميع الإجراءات تمت رسميًا وبحضور الجهات الأمنية.
وقال والد الضحية: إنه لا يعرف المتهم معرفة شخصية سوى باسمه “حسن الديب”، ولا يعلم تفاصيل عمله أو عنوانه، لافتًا إلى أنه علم لاحقًا أن المتهم وزوجته وأسرته قد غادروا المكان فور وقوع الحادث.
وأكد أنه حرر محضرًا في قسم شرطة أوسيم وتم تحويله إلى النيابة العامة، التي انتقلت بدورها إلى المستشفى لمعاينة جثمان ابنته، ثم توجهت إلى موقع الحادث لمراجعة الكاميرات ومعاينة الشقق التي تم تشميعها.
العريس سلم السلاح لشقيقه بعد الحادث.. ثم أنكر مسؤوليته عن الطلقة
وأضاف أن النيابة اطلعت على تسجيلات الكاميرات التي وثقت لحظة نزوله بابنته والدماء تغطيها، وكذلك حركة السيارات والأشخاص المتواجدين بالمنطقة وقت الواقعة، وكذلك الجاني وهو يعطي شقيقه السلاح ليخفيه وكل ذلك موثق في الفيديوهات، مؤكدًا أن الأدلة الواضحة في القضية تدعم رواية الواقعة وتكشف ملابساتها.
المتهم اتفق مع محاميه على تسليم نفسه ثم غير أقواله أمام التحقيقات
وأشار إلى أنه علم بأن محاميي المتهم حاولوا في البداية التفاوض مع أسرة الضحية؛ بهدف تقليل الحكم، واتفقوا مع الجاني أن يسلم نفسه ويروي ما حدث؛ إلا أنه عاد وغير أقواله، وادعى أنه لم يرتكب شيئًا، وهو ما دفع فريق الدفاع إلى الانسحاب من القضية، وإصدار بيان رسمي بعدم الاستمرار في تمثيله، وكل ذلك مثبت على صفحاتهم على “الفيس بوك”.
وأكد مصطفى أنه يقبل قضاء الله، لكنه في الوقت نفسه يتمسك بحق ابنته كاملا أمام العدالة، وهو مستعد لتحمل أي إجراءات أو ضغوط حتى تستكمل التحقيقات بشكل كامل وتظهر الحقيقة.
وذكر أنه تم تشريح جثمان نجلته وتسليمه له رسميًا بحضور قوة من الشرطة، وأشرف على غسلها، ووعدها بأن يأخذ حقها وفق الإجراءات القانونية المتبعة.
ولفت والد رقية، إلى أن المتهم حاليًا في قبضة الشرطة، وتم ترحيله إلى النيابة العامة، مشيرًا إلى أنه سيحضر جلسات التحقيق؛ لمعرفة ما ستسفر عنه الإجراءات القادمة.
وأكد ثقته في العدالة، وفي أن حق ابنته لن يضيع، وأن الجاني سينال عقابه بالقانون.