الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سياسة شريفة


تعلمنا من الأساتذة والمفكرين أن السياسة فى مفهومها هى فن المراوغة المنمقة، وأن من أدواتها استخدام بعض الممارسات غير الشريفة، وجميعنا يعرف ألاعيب السياسة ومآربها وأغراضها، ولكن مصر وتحديدا بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013، أرست قواعد السياسة الشريفة النظيفة داخليا وفى تعاملاتها فى كافة الملفات الإقليمية والدولية، فمرارا وتكرارا أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ذلك وقال نصا فى أكثر من مناسبة: "إحنا بنتعامل بشرف في زمن مافيش فيه شرف.. مافيش فيه شرف"..و ربنا موجود فوق ومطلع علينا ومش ممكن أبدا ربنا ينصر غير الأشراف والمخلصين والأمناء والمحبين لبعضهم البعض".


الرئيس السيسي أكد كذلك أن سياسة مصر تأسست على الشرف فى كل تعاملاتها دون التهاون فى حقوقها، ورغم امتلاك مصر لقدرة شاملة ومؤثرة فى محيطها الإقليمى إلا أنها تجنح دائما للسلم ويدها ممدودة بالخير والتعاون، لا تعتدى أو تتدخل فى الشئون الداخلية لأحد، لكن تتخذ من الإجراءات ما يحفظ أمنها القومي.


بالتأكيد هى سياسة راقية ونزيهة تفتقدها سياسات الكثير من بلدان العالم التى لا تتعامل بهذه السياسة وتحكم مواقفها وتصرفاتها سياسة المصالح والطمع والمكاسب حتى ولو كانت على حساب الأخرين.


ففى الوقت الذى تتعامل فيه دول العالم بطرق متباينة وغير انسانية مع لاجئى ومهاجرى الدول الاجنبية والذين زادت اعدادهم فى منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية بعد عام 2011 ، نجد على النقيض مصر تستقبل كل من قصدها وتحتويه وتحتضنه وتمنحه كافة حقوق المصريين وواجباتهم، فلا تفرق بين مصرى وأجنبي او عربي يعيش على أرض المحروسة، على الرغم من أن الأعداد الموجودة بمصر كبيرة جدا مقارنة بنظرائها فى المنطقة والعالم، فعلى سبيل المثال يتواجد فى مصر خمسة ملايين سوري، وأربعة ملايين ونصف المليون سودانى تقريبا، بجانب ثلاثة ملايين فلسطينى وما يقترب من ذات العدد من العراق الشقيقة، بالاضافة الى مليون و 760 الف يمني، ناهيك عن باقى الأشقاء العرب وغيرهم، ورغم الاعداد الكبيرة التى تضاف الى المصريين الذين يزيد عددهم عن مائة مليون مواطن، جميعهم يعيشون فى وطن واحد لا تفرقة بينهم ولا تمييز فى واحة الأمن والأمان، يحميهم جيش عظيم وشرطة قوية.


ولأن مصر دولة شريفة سياستها نظيفة وقادتها رجال نبلاء أصحاب مواقف واضحة، فهى لا تتحرك او تتصرف كما سياسة الأفاعى التى تحكم سياسات باقى البلدان فى المحيطين الاقليمي والدولى، فالمواقف المصرية واضحة فى كافة الملفات فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن وفلسطين العربية وفى شرق المتوسط، حتى فى تعاملها مع الأعداء، فسياسة مصر الظاهرة هى ذاتها التى تطرح فى الغرف المغلقة، ولذلك فهى مصر العظيمة بتاريخها وحضارتها وقيمها وستظل دائما رغم أنف كل حاقد او حاسد او طامع.. وللحديث بقية!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط