الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: انقذونا من تجار المخدرات

صدى البلد

المخدرات آفة خطيرة لعينة بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في كافة المجتمعات بشكل لم يسبق له مثيل، حتى أصبحت خطرًا يهدد هذه المجتمعات وتنذر بالانهيار. 


 هذه السموم القاتلة، ثبت من الأبحاث والدراسات العلمية أنها تشل إرادة الإنسان، وتذهب بعقله، وتحيله بها لأفتك الأمراض، وتدفعه في أخف الحالات إلى ارتكاب الجرائم


 وتبعًا لانتشارها ازداد حجم التعاطي، حتى أصبح تعاطي المخدرات وإدمانها وترويجها مصيبة كبرى ابتليت بها مجتمعاتنا الإسلامية في الآونة الأخيرة، وإن لم نتداركها ونقض عليها ستكون بالتأكيد العامل المباشر والسريع لتدمير كياننا وتقويض بنيانه، لأنه لا أمل ولا رجاء ولا مستقبل لشباب يدمن هذه المخدرات، والخوف كل الخوف من مجتمع تروج فيه المخدرات، ذلك لأن الأفراد الذين يتعاطون المخدرات يتطور بهم الحال إلى الإدمان والمرض والجنون، ليعيشوا بقية عمرهم ـ إذا امتد بهم العمر ـ في معزل عن الناس وعلى هامش الحياة لا دور لهم ولا أمل.


تعد  هذه الظاهرة من المشاكل التي تواجه جميع دول العالم بجميع أطيافها المتقدمة والثقافية وعلى الرغم مما تبذله الدول جميعها في مواجهة هذه الظاهرة إلا أنها تبقى في ازدياد مستمر ...


و لا غرو أن كلمة"تعاطي" ضد"تناول" وتعني أخذ مالا يمكن تناوله فالتناول يكون للمباح من الأشياء على عكس التعاطي تماما الذي يعني أخذ الشئ خلسة على غير المألوف والمعهود!


و لا شك أيضا أن تعاطي المخدرات ومن ثم إدمانها ليس وليد اللحظة بل أمر له جذوره عبر تاريخ البشر على وجه البسيطة وبنظرة متأنية في تاريخ الصينيين والرومان واليهود نرى مدى صحة ذلك .


إلا أن الطريقة اختلفت من مجتمع لآخر وفق التطورات الحياتية لبني الإنسان.


فالمخدرات على عمومها تعني تغييب العقلاختياراعن القيام بدوره المنوط  ومن هنا تكمن الخطورة والرجعية بكافة أشكالها وصورها .
ولتعاطي المخدرات أسباب متعددة ومتنوعة .. منها ما يعود إلى الفرد ومنها ما يعود إلى الأسرة وآخرها يعود إلى المجتمع.


أ) ما يعود إلى الفرد:

١_الجهل 
٢_سوء الفهم 
٣_غياب الوازع الديني والقيمي
٤_رفاق السوء 

ب)ما يعود إلى الأسرة: 

١_التفكك الأسري 
٢_غياب القدوة
٣_انعدام الرقابة 
٤_التواصل الاجتماعي بلا قيد أو شرط

ج)ما يعود إلى المجتمع:

١_انتشار المخدرات في بعض الأماكن الترفيهية العامة كالفنادق والمنتجعات وغيرهما.
٢_قدوم هذه المواد عبر العمالة الوافدة من الخارج وتسريبها إلى الداخل تحايلا على القانون
٣_عدم تولي أفراد المجتمع مسؤولياتهم نحو الابلاغ عن هؤلاء للجهات الأمنية المتخصصة 
٤_تراجع دور الاعلام والمؤسسات في رصد وتعرية هذه الظاهرة المخيفة

والواقع أن هناك العديد من التفسيرات الثقافية تبيانت بشأن تعاطي المخدرات والإقبال عليها، ما بين ثقافات ممتنعة تحرم شرب الخمر كليًا وتتصف بسيادة مشاعر سلبيةٍ قويةٍ نحو المسكرات ومن يتعاطونها وهذا النوع موجود في بعض الجماعات الحضارية في السويد وفلندا، وما بين ثقافات تتصف بالإزدواجية تسمح بالتعاطي وتشجع عليها كوسيلة للحصول على اللذة دون ضوابط، وتميل في نفس الوقت إلى عدم تشجيع التعاطي، فيصبح الفرد في حيرةٍ بين الاتجاهين وهذا ما يحدث في بريطانيا، وبعض المجتمعات الإفريقية والهنود الحمر والأسكيمو.


وإذا كانت الأجهزة الأمنية لا تألو جهدا في تتبع هؤلاء المتاجرين بعقول البشر إلا أنه وجب استنفارها أكثر وأكثر لتجفيف منابع هذه السموم وتتبع مروجيها سواء كانوا كبار تجار أو بائعين بالتجزئة في الريف كانوا أو في الحضر .