الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حنان محمود إبراهيم تكتب: "نمبر وان" محليا وعالميا

صدى البلد

هم فريق شباب الأزهر" إيناكتس" الذين فازوا بالمركز الأول في ريادة الأعمال، حيث قاموا بتنفيذ مشروع في قرية" شكشوك" بمحافظة الفيوم؛ حيث يعاني الأهالي هناك فقرًا كبيرًا؛ وذلك لأن 55% منهم يقعون تحت خط الفقر، فقام هؤلاء الشباب من خلال مشروعهم بتوفير فرص عمل لهم، عن طريق تحويل مخلفات الطعام إلى توابل طبيعية، كما وفر المشروع أكثر من سبعة ملايين جنيه للمحافظة، كما تم اختراع مخصب زراعي يساعد في زيادة خصوبة التربة بنسبة 65%، والذي نتج عنه زيادة في محاصيل القرية بنسبة 150%، كما تم تركيب فلاتر لتنقية البحيرة، وحماية الأهالي من البكتريا، والفيروسات، وقد حقق المشروع أكثر من 360 ألف جنيه صافي أرباح لصالح أهالي القرية.


لقد ضرب شباب الأزهر أروع الأمثلة في الإيجابية التي هي من أهم عوامل بناء الأوطان، فبدلًا من تقديم مساعدات مادية لأهل هذه القرية الفقيرة والتي تنفذ بعد فترة، ويعود أهلها للحاجة مرة أخرى، قاموا بجعل القرية منتجة، يتجدد انتاجها ويكبر بمرور الوقت، فيحصل عندها اكتفاء ذاتي، فلا تكون عبئًا على الدولة في شيء، بل يأكلون من كسب أيديهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده" " رواه البخاري".


كما أن هذا المشروع قد قلص نسبة البطالة في هذه القرية، وما يترتب عليها من سلبيات تعود بالضرر على الأسرة، والمجتمع؛ فالبطالة قد تؤدي للطلاق، وانتشار ظاهرة التسول، وللجريمة، ولإدمان المخدرات، كما أنه يشجع على العمل والإنتاج، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لأن يحتطب أحدكم حُزمة على ظهره خيٌر من أن يسأل أحدًا، فيعطيه، أو يمنعه" " رواه البخاري".


لقد أثبت هؤلاء الشباب للعالم أجمع أن الأزهر الشريف هو منارة العلم، والعلماء، وأن مناهج الأزهر التي طالما اتهموها بأنها تُخرِج الإرهابيين هي ذاتها تلك المناهج التي أخرجت لنا هذا الشباب الواعي، المستنير بعلوم أزهره الشريف؛ الذي يقدم يد المساعدة لأبناء وطنه الحبيب، محققًا الإيجابية التي هي أصل من أصول الإسلام، قال تعالى في سورة العصر:" وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر".


وكما قال الشاعر:
الناس بالناس ما دام الحياء بهم         والسعد لا شك تارات وهبَات
وأفضل رجل ما بين الورى           تُقضى على يده للناس حاجات
لا تمنعن يد المعروف عن أحًد       ما دمت مقتدرًا فالسعد تارات